بل كيف تكون الحياة سامية ذات أثمار إذا سيطرت عليها المادية من كل جانب؟
وهل يصفو عيش في جو مادي؟
وهل تستقيم حضارة بالمادية؟
لا. لا. لن تستقيم حضارة بها ولن تتخلص الإنسانية من ويلات العلم إذا لم تنزع إلى الروحية وتسر على هدى الخلق وطريق الحق والعدل
بلاء هذا العالم في طغيان المادية، وخلاصه في الجمع بين الخلق والعلم، خلاصه في روحانية تذكى في الناس معاني الخير والكمال وتسمو بهم إلى ازدهار العواطف، إلى حيث نمو الخلق وتفتح المواهب وبروز المزايا النفسية. . . وإن في هذا كله لثماراً يانعات تجني منها الإنسانية الخير والطمأنينة والسلام
إن في رجوعنا إلى عناصر الخلق وإلى الفضائل الاجتماعية التي نبتت في أصول الأديان، ما يضع حداً للمتاعب التي تواجه الإنسان وتجعل من العلم أداة خير وإصلاح وما يقضي على الفوضى الخلقية التي نراها سائدة في مختلف نواحي الحياة
إن العلم قد وضع في أيدينا قوة، إذا لم نحطها بسياج من الخلق والفضائل، انقلب إلى قوة هدامة مخربة. وعلى المعاهد والمفكرين أن يعملوا على حفظه ضمن هذا السياج، ليجني منه الإنسان قوى الخير والبناء والإثمار؛ وأن يسيروا بجهودهم في طريق إدماج العلم في أغراض الروح العليا، حتى يعرف النشء كيف يعيشون وكيف يقومون بواجبهم ويؤدون رسالتهم بنفحات روحية وعلى أساس متين من الأخلاق