الفصاحة أن تقهر اللغة على تحمّل ما لا تطيق، فاللغة أداء وبيان (من أقرب طرق الكلام) كما قال عبد الحميد، وليس من الإفصاح أن تعبر بكلمة لم تجدها إلا في حوار النابغة الجعدي مع عمر بن الخطاب
وأنا بعد ذلك أذكر أني قرأت في مواطن كثيرة كلمة تنص على (تعاقب الأجيال) وهي تؤيد ما أقول، فإن لم يقتنع الأستاذ مظهر بهذه البينات، فسألقاه بشواهد جديدة ينحسم بها الجدل حول كلمة جيل
وكنت اعترضت على قول الأستاذ مظهر إنه عُنيَ بأن يخرج كتاب لطفي باشا مبرأً من الأوهام فقلت: إنه تعبير مريب، ثم لقيني أحد المتخرجين في كلية الآداب، فحدثني أن الأستاذ لم يُرد من (الأوهام) غير الأغلاط المطبعية، وأنه أظهر عجبه من أن يجهل زكي مبارك أن الأوهام هي الأغلاط!
أنا لا أجهل أن الأوهام هي الأغلاط، ولكني أُصر على القول بأن بين الكلمتين فرقاً دقيقاً، وهو مع دقته صار من البديهيات - وإن كان الغلط والوهم قريبين جدّاً في المدلول، إذا راعينا مصطلحات القدماء - فإذا قال ناشر (المنتخبات): إنه عُنيَ بأن تخرج سليمة من الأغلاط؛ فهمنا أنه يريد الأغلاط المطبعية أما إذا قال إنه عُنيَ بأن تخرج (مبرَّأة) من (الأوهام) فلن نفهم إلا أنه جردها من أخطاء الفكر والإدراك، وهو المسئول عن هذا التعبير المريب
أما قول الأستاذ مظهر بأن لطفي باشا أجل من أن يقدم له كاتب من أبناء هذا الجيل، فقد قوبل بالدهشة والاستغرب، لأن لطفي باشا نفسه وضع مقدمة لكتاب أرسطاطاليس في الأخلاق، ولم يقل أحد بأن ذلك غض من منزلة أرسطاطاليس. . . والوثنية في نظر الفكر لا تقل بشاعة عن الوثنية في نظر الدين. . . وإلى الأستاذ تحيتي وثنائي
زكي مبارك
تصحيح خطأ مطبعي في القاموس وشرحه
لدى مراجعة (يَفتنُّون) في كتب اللغة ظهر لي غلطة مطبعية في القاموس وشرحه تاج العروس أحببت التنبيه عليها ليصلحها في الكتابين من ظهر له غلطها مثلي فأقول: