للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(وما قولك؟ بل ماذا يرى منظارك في هذه المعجزة؟) ونهض الشيخ واقفاّ فدعا دراويشه ومن جلس معه إلى (حلفة ذكر) وبدأ ذلك الذكر في حماسة شديدة واشتدت الحركات وارتفعت الأصوات، ونسى الناس أنفسهم حول الشيخ وعظمت الرهبة في وجه صاحبي الشاب فأمسكت بذراعه مخافة أن يثب فينضم إلى الحلقة!

وكان موعد تقديم الطعام قد قرب فانتظرنا وصاحبي حتى انتهت لحظة التجلي، وخرجنا بعد أن سلمنا من بعد على الشيخ ومن معه وسرنا وصاحبي يسألني في لهجة كلهجة طفل خارج من ملعب يستوضح أباه حركة (بهلوان)؛ ولم نكد نبعد حتى سمعنا من يشاركنا الحديث، فإذا هو أحد دراويش الشيخ السالفين وهو اليوم من الخارجين عليه، وقال ضاحكا: طول ما في البلد مغفلين وأكل العيش سهل. يا سيدنا الأفندي البيضة كانت موجودة في جيب صاحبنا غير الثانية، وهي فارغة وفي جوفها خنفسة. . . دا شغل احنا عارفينه، وبكرة يا ما يشيل الشيخ من الطيور والسمن والخرفان وهو خارج من البلد. وضحك صاحبي وأخذ يعود إلى جحوده ونكرانه

الخفيف

العقد الفريد

للأستاذ محمد سعيد العريان

بعد أسابيع قليلة، تظهر الطبعة الجديدة من كتاب (العقد الفريد) التي تنشرها المكتبة التجارية بالقاهرة، في ثمانية مجلدات؛ وقد حققها وضبطها وراجعها على مصادرها الأولى الأستاذ محمد سعيد العريان

(ونحن ننشر فيما يلي المقدمة الجامعة التي قدم بها هذه الطبعة للتعريف بالكتاب؛ إذ كان مما يهم كثيراّ من قراء الرسالة أن يعرفوا عن الكتاب ما لا بد أن يعرفوه؛ وخاصة إن كان هذا البحث مما يدخل في المنهج الذي أعدته وزارة المعارف لامتحان المسابقة بين المدرسين للترقية إلى المدارس الثانوية)

يعد كتاب (العقد) لابن عبد ربه من أقدم ما وصل إلينا من كتب الأخبار والنوادر؛ لم يسبقه إلى هذا الباب فيما نعرف إلا ثلاثة نفر: الجاحظ صاحب البيان والتبنين، سنة ٢٥٥هـ وابن قتيبة صاحب عيون الأخبار، سنة ٢٧٦هـ؛ والمبرًد صاحب الكامل سنة ٢٨٥هـ

<<  <  ج:
ص:  >  >>