كان يتصور الاسكتلندي أو الارلندي قبل بضع مئات من السنين أن يأتي وقت يتنازلان فيه عن استقلالهما الشخصي وتقاليدهما الموروثة وليصبح لهما وطن مشترك، وعنوان واحد، والرقيق كان يحسبه البعض منذ مائة سنة ضرورة من ضروريات الحياة وقانوناً طبيعياً إرادة الله وليس إلى تغييره من سبيل.
وأين الرقيق اليوم؟
وهكذا، فما تتخيله اليوم من أن اتحاد البشر أمر محال وأن إلغاء الحروب خيال بديع سيصبح بعد غد حقيقة واقعة
وشقاؤك آت من أنك تؤمن بضرورة هذا الاتحاد، ولكنك تحكم باستحالته. وسعادتك لن تتحقق إلا إذ اعتقدت بإمكانه فتعمل له
هذا اليوم الذي تختفي فيه الوطنية لتحل محلها الإنسانية. وتتنازل فيه الدول عن بعض حقوقها لتعيش في هدوء وسلام هو الضالة التي يجب أن ننشدها وهو الغاية التي يجب أن نقصدها. ثم هو النهاية التي لا شك إنا واصلون إليها.
كيف يتحقق هذا الحلم الجميل؟ ذلك ما يجيبك عنه تولستوي مرة أخرى.