للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثمارها وحسن آثارها، كما يقول الثعالبي.

وفي الديوان أنه قدم إلى الصاحب وله ١٢ سنة، فهذا كان قبل رحيله عن همذان، ويؤيده ما رواه الثعالبي عن الهمذاني قال: (لما أدخلني والدي إلى الصاحب ووصلت مجلسه، واصلت الخدمة بتقبيل الأرض، فقال لي: يا بني اقعد، إلى كم تسجد، كأنك هدهد) وفي إحدى قصائده ما يدل على أنه ذهب إلى الصاحب أكثر من مرة.

وتعجب لاختياري ان رأتني ... أرى بحراً وأمتاح الركايا

سأنتاب الوزير فان أتيحت ... زيارته وساعدت القضايا

أعاود ورده والعود خير ... وارجع أن للرجعى مزايا

ولا ندري ما كان بينه وبين الصاحب، ولكنا نراه يذكر في قصيدة ان الصاحب أوعده وهدده:

أكافي الكفاءة استبق مني ومن دمي ... حشاشة مجد في البلاد مشرد

أفي موجب الفضل الذي أنت أهله ... توعد مثلي أم قضية سؤدد

أبعد مقاماتي لديك وهجرتي ... إليك وإنفاقي طريفي ومتلدي

وجوابة للافق فيك طردتها ... غدت بين منثور وبين مُقَصَّدِ الخ

وأظنه أراد هجاء الصاحب في قوله من قصيدة يمدح بها خلف ابن أحمد:

وليل كذكراه معناه كاسمه ... كدين ابن عباد كادبار فائق

جرجان

يقول الثعالبي: (ثم قدم جرجان وأقام بها مدة على مداخلة الإسماعيلية والتعيش في أكنافهم، والاقتباس من أنوارهم، واختص بأبي سعيد محمد بن منصور أيده الله تعالى، ونفقت بضائعه لديه، وتوفر حظه من مادته المعروفة في إسداء المعروف والافضال على الأفاضل. .

فلما استقرت عزيمته على قصد نيسابور أعانه على حركته، وأزال علله في سفرته، فوافاها سنة ٣٨٢، ونحن نجد في رسائله رسالة إلى أبي سعيد الإسماعيلي يذكر أن الأعراب قطعوا عليه الطريق إلى نيسابور وسلبوه كل ما معه.

(يتبع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>