للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شتويه تسعه. فالشيخ الفاضل العم فليتفضلا، وليقوما ويرحلا، ويستصحب الأخ أبا سعيد، وليأتني بأهله أجمعين، الخ. . .)

وفي رسالة أخرى يذكر أنه غاب عن أبيه احدى عشرة سنه ص (١٦٠)

وأما أمه فلا أجد ذكرها في الرسائل، وفي الديوان له: (وله يجيب والدته:

وعجوز كأنها قوس لام ... خلقوها من نبعة شر خلق

كاتبتني شوقا إلى وقالت ... أخذ الله يا بني بحقي

قلت لا أستطيع ترك بلاد ... قد وفى الله في ثراها برزقي

وهي أبيات إن صحت فلا تشهد لبديع الزمان بالبر.

ويظهر من بعض رسائله أيضاً أنه طلب إلى صهره أن يرسل امرأته وابنه أبا طالب. على أن في الكلام غموضاً. (وقد طالت مراجعات الشيخ في حديث أبي طالب الخ ص١٩٩ إلى آخر الرسالة).

ج - نشأ أحمد بن الحسين في هذه الأسرة. وكان كما يقول الثعالبي مقبول الصورة، خفيف الروح، وكان أعجوبة في الحفظ والبديهة والارتجال، له أخبار في هذا لا تكاد تصدق، وسنعود إليها عند الكلام على أدبه، ويخبرنا الثعالبي أنه أخذ اللغة عن أحمد بن فارس، ونحن نجد في الرسائل رسالة إلى أستاذه هذا جواباً عن رسالة ذم فيها الزمان، وقد مدحه ببعض شعره. ويقول الهمذاني في رسالة إلى أبيه عن أخيه أبي سعيد:

(وبلغني انه ابتدأ بمجمل اللغة، فأين بلغ منه، والشيخ لا يحمل عليه بعويص اللغة حتى يعلم سهلها، ولا يأخذه بما أخذني به، فالعمر لا يتسع للعلوم أجمع.)

وقد درس الحديث، ويقول ياقوت في معجم الأدباء نقلا عن شيرويه بن شهردار مؤرخ همذان: (وكان أحد الفضلاء والفصحاء متعصباً لأهل الحديث والسنة، ما أخرجت همذان بعده مثله، وكان من مفاخر بلدنا، روى عنه أخوه أبو سعيد، والقاضي أبو محمد عبد الله ابن الحسين النيسابوري.) ونجد عصبيته لأصحاب الحديث في رسالة كتبها إلى أحد القضاة يقول فيها: (ماله ولأصحاب الحديث الخ الرسالة) ص١٠٥

سفره من همذان

فارق همذان سنة ٣٨٠ وهو ابن اثنتين وعشرين سنة: وورد حضرة الصاحب فتزود من

<<  <  ج:
ص:  >  >>