للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

النظر فيما يقدم عليه أو يحجم عنه من عمل، وهذا الشيخ العظيم فوق أنه يشرف على الأزهريين من أسمى مكان في الأزهر، يتمتع من حبهم وطاعتهم وحسن انقيادهم بما لم يتمتع به أحد من شيوخ الأزهر، فلا يستقيم مع هذا أن تكون السياسة التوجيهية في عهده ملتوية عن الطريق، غير مؤدية إلى الغرض المنشود. ولن يرضى الأستاذ الأكبر بأن يضع بالأمس أسس الإصلاح، ويرسم منهاج النهوض، ويضيء شعلة التجديد، حتى إذا اجتذب بها القلوب ووجه إليها النفوس، وضعها في طريق العواصف الجامحة من رغبات أو شهوات

فلنستبعد هذا الغرض، فلا يبقى معنا إلا أن الأزهر لم يصبح بعد بيئة صالحة لتلقي الإنتاج العلمي الذي أساسه التفكير الحر، والاستقلال في النظر، وعدم افتراض الثقة المطلقة إلا فيما ورد عن المعصوم.

فهل هذا هو ما أراده الأستاذ الشرقاوي؟ إن يكنه فلا ينبغي أن يعد العقم في الإنتاج قصوراً في البعثات الأزهرية، ولا عيباً في السياسة التوجيهية؟

محمد محمد المدني

المدرس بكلية الشريعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>