البحثين في كتاب الموازنة بين الشعراء فسيكون لذلك بعض النفع، لأنهم سيرون ملامح لم يروها في تلك الدراسات، وقد يكون فيما فصلنا من الموازنة بين صبري ومطران معان لم يلتفت إليها من قبل.
وأن أرجو أن يكتب الله التوفيق لجميع المتسابقين، وأنتظر بعون الله ورعايته أن يكون إجابات المتسابقين شاهداً على اهتمام الشبان في مصر بمسايرة الأدب الحديث والله عز شأنه هو الموفق.
زكي مبارك
الرواية الإسلامية في عدد أصحاب الكهف
ذكر الأستاذ الجليل زكي مبارك في العدد (٣٩١) من مجلة الرسالة الغراء أنه بمراجعة التفاسير في قوله تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم، قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل) يعرف أن أصحاب القول الأول هم اليهود، وأصحاب القول الثاني هم النصارى، وأصحاب القول الثالث هم المسلمون، وقد جعل الرواية الإسلامية أن عددهم ثمانية بإضافة كلبهم إليهم.
ولعل الصديق الأستاذ زكي مبارك يقصد الرواية الإسلامية المشهورة، فلا تكون هذه الرواية في الإسلام ضربة لازب وإن اشتهرت بين المسلمين، فكم من أمور اشتهرت بيننا معشر المسلمين وليست في شيء من ديننا. والحقيقة أن ظاهر القرآن الكريم على أن هذه الأقوال الثلاثة لأهل الكتاب خاصة، فهم الذين قالوا مرة إنهم ثلاثة رابعهم كلبهم، وقالوا مرة إنهم خمسة سادسهم كلبهم، وقالوا مرة إنهم سبعة وثامنهم كلبهم، وقد أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يرد عليهم أقوالهم المختلفة بقوله:(قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل) ثم أمره بعد هذا ألا يماري فيهم إلا مراء ظاهراً، واختيار أحد هذه الأقوال وحمله على القرآن والإسلام ليس من المراء الظاهر في شيء، والحكمة ظاهرة في ترك ذلك المراء، لأن الإسلام لا يعني بعدد أصحاب الكهف ولا غيره من شأنهم، وليس من شأنه أن يدخل في جدال مع أهل الكتاب في تلك التفاصيل، وإنما يسوق قصة أهل الكهف للعبرة والعظة، شأنه في كل ما قصه علينا في القرآن الكريم، والعناية بتلك التفاصيل من شأن علم التاريخ