للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سنة، وقبوله أن يُعد بين مواطنيه فضيحة علنية (يعني قدوة سيئة تثير السخط) حتى كاد يكون ضحّية، وهجرته أخيراً، ووعظه بلا انقطاع، وحروبه السجال، وثقته بالنجاح، وأمنه في الهزيمة أمناً فوق القدرة الإنسية، وحلمه عند الفوز، وطموحه الفكري الخالص البريء من طلب السلطان وصلواته بلا نهاية، وحواره في البُرحاء، ووفاته وظفره بعد القبر، كل أولئك يشهد بأكثر من الكذب بل يشهد بالإيمان، وكان هذا الإيمان هو الذي جعل له القدرة على إقامة عقيدة، وكانت هذه العقيدة مثناة: وحدانية الله وتنزّه الله عن المادة، فواحدة تقول إن الله موجود والأخرى تقول ما ليس الله به، واحدة هادمة بالسيف لآلهة زائفة والأخرى مُشهرة بالكلام سيرة

إن محمداً فيلسوف، خطيب، داع، مشرع، محارب؛ وهو فاتح أفكار، مقيم عقائد معقولة وعبادة بلا صور؛ وهو مؤسس عشرين دولة دنيوية ودولة واحدة دينية، ذلكم محمد! فأي إنسيّ كان أعظم منه بكل المقاييس التي يقاس عليها العِظم الإنساني

محمد توحيد السلحدار

<<  <  ج:
ص:  >  >>