للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في عدد الرسالة (٣٨٧) في كلمة الدكتور زكي مبارك هذه الجملة:

(وحشو اللوزينج في تعبير كتاب القرن الرابع يضرب مثلاً للشيء يكون حشوه أجود من قشرة. . .)، وهذه كلمة عابرة لا تعطي القارئ الثمرة الكافية، وبخاصة من وجهت إليهم تلك الدراسات. فتوضيحاً للفائدة وبسطاً للمقام. أذكر هذه الكلمة:

قال في المصباح: مادة لوز (الَّلوزينج - بهذا الضبط - شيء من الحلواء شبه القطائف يؤدم بدهن اللوز) وهو جمع مفرده (لَوْزِينَجَه). جاء في كتاب حصاد الهشيم ن ٣٤٧ (يا جمال) (جاء في يوم أمام المكتفي (لوزينجة) فقال: هل وصف ابن الرومي اللوزينج؟ فأنشُدِ قوله:

لا يخطئني منك لوزينج ... إذا بدا أعجب أو عجبا

لم تغلق الشهوة أبوابها ... إلا أبت زلفاه أن يحجبا

وهو على حسنه نادر جداً في اللغة قال في ثمار القلوب للعلامة الثعالبي ص٤٨٨: سمعت أبا الفرج يعقوب بن إبراهيم يقول سمعت أبا سعد رجاء يقول: دخلت يوماً على أبي الفضل ابن العميد فقال لي: امض إلى أبى الحسين بن سعد فقل له: هل تعرف لقول عوف (إن الثمانين وبلغتها) ثانياً في كون الحشو أحسن من المحشو؟

قال: فسرت إليه، وبلغته الرسالة فقال: سألني عنه محمد بن علي بن الفرات فسألت عنه أبا عمر غلام ثعلب فقال: سألت عنه ثعلباً فلم يأت بشيء؛ ثم بلغني أن عبيد الله بن عبد الله سأل المبرد عنه فأنشده قول عدي بن زيد لابنه زيد بن عدي في حبس النعمان

فلو كنت الأسير ولا تكنه ... إذا علمت معد ما أقول

قوله: ولا تكنه. حشو مستغنى عنه ولكنه في الحسن نظير، وبلغتها:

ومما عثرت عليه في حشو اللوزينج من الشعر قول البحتري يمدح المتوكل:

وجزيت أعلى مرتبة مأمولة ... في جنة الفردوس غير معجل

فقد تم الكلام عند قوله: في جنة الفردوس؛ وقال: غير معجل أي بعد عمر طويل لأن الجنة إنما يوصل إليها بالموت

وقول أبي الطيب يمدح كافوراً:

وتحتقر الدنيا احتقار مجرِّب ... ترى كل ما فيها - وحاشاك - فانيا

<<  <  ج:
ص:  >  >>