فقالت:(يظهر أنك تريد أن تكلمني عن شيء مضى ولكن. . .)
فقال مقاطعاً:
(كلا. . . إنني لا أريد أن أكلمك عن شيء ماض، فإني كنت في مكان الكابتن آرثر كورنيش بالفندق
لم تكن مرجريت بعد ذكر هذا الاسم بحاجة إلى كلمة أخرى تنبه شعورها فأرخت أهدابها إلى الأرض وأنصتت، وكان إصغاؤها سؤالاً، فأجاب عليه لانجتوت: (إن الكابتن لم يعلم إلى الآن أنني زرت مكانه. ولعله لا يعلم كذلك أنني أخذت شيئاً)
قالت الفتاة:
(ولكن كيف عرفت أنني أعرف الكابتن؟)
فقال وهو يتظاهر بأنه لم يسمع سؤالها:
(لقد دخلت مكانه في الفندق منذ ليال. . .)
قالت الفتاة مقاطعة إياه:
(وهل تريد بواسطتي أن ترد إليه ما لأخذته من عنده؟)
فهز لانجتون رأسه وقال:
إنني إن رددت ما أخذته فلن يكون ذلك باختياري
ثم أدرك أن في قوله من الغلظة فقال:(إن كورنيش لن يعلم أنني زرت حجرته؛ وأنا إنما فعلت ذلك لمصلحتك ولمصلحتي)
قالت:(شكراً) ثم وقفت مرتبكة لأنها لا تعرف كيف يكون لها مصلحة في دخوله الفنادق خلسة. وعاد لانجتون إلى الكلام فقال:(بقى أن تعرف ماذا فقده الكابتن)
ثم ابتسم ابتسامة ضعيفة وقال:(إنني على كل حال لم أستطع مقاومة الرغبة في رؤيتك)
وظل ينظر إليها وهو صامت وظلت هادئة فقدم إليها الصورة وتركها في مكانها وعاد إلى منزله.
وبعد أيام قليلة كان الكابتّن أرثر كورنيتش واقفاً في بيت مارجريت بورلون. وكان يقول:(منذ أيام قليلة وصلت إليّ صورتك بالبريد دون أن أعرف أنها فقدت مني، وإني لأعجب كيف حصل عليها من ردها إليّ)