للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانتهى التمثيل، وبلَّغت السراي إعجابها إلى الأستاذ عبد العزيز خليل، ومنحت شركية ترقية التمثيل العربي ممثلها هذا الفذ مبلغاً كبيراً من المال مكافأة له على تشريفها في عيني الملك

ودارت الأيام، وانفضت شركة التمثيل العربي. . . وإذا بعبد العزيز خليل ممثل معطل، حتى الفرقة القومية التي تضم الأساتذة: محمد علي إسماعيل، وإبراهيم محمود عبد الله، وعبد الله محمود إبراهيم، لا تريد أن تعترف بالأستاذ عبد العزيز خليل ممثلاً

لماذا. . .؟

ليس هناك سبب إلا أنه ممثل عظيم، وأنه وصل إلى ما لم يصل إليه ممثل مصري؛ وهذا عند أهل التمثيل كاف جداً لأن يكون مبرراً للقتل؛ فكلما جاء ذكر عبد العزيز خليل جاءت معه الغيرة وجاءت معه النميمة، والاغتياب، والتهم الحقة والتهم الباطلة، وكل ما يمنع عنه الرزق والخبز والماء والهواء إذا أمكن. . .

فإذا ثار عبد العزيز من شدة هذا الضغط الحرام وقال كلمة نابية، أو كلمة خارجة استشهد على هذه الكلمة الشهود وحوسب عليها أشد الحساب. . . وغيره يا ما أكثر ما يقول، ويا ما أكثر ما يفعل، ولكنه مسامح ومقبول منه كل ما يقول وكل ما يفعل إذ لا خطر منه على أهل الفن كالخطر المنظور من عبد العزيز خليل والرؤساء يسمعون المداهنين المتملقين، ولا يسمعون الصادقين

وعلى هذا الأساس سيموت عبد العزيز جوعاً في مصر بعد أن مات عطشاً إلى فنه. . .

فإلى من يشكو عبد العزيز وأمثاله؟!. . .

إلى الله وإنه سميع مجيب. . . وهو الرزاق وحده، وهو المنتقم الغفار، الجبار الرحيم

وعبد الحميد الديب، الشاعر الذي يهجو بالشعر الأستاذ العقاد ويأخذ منه أجر الهجاء

لماذا يعطيه الأستاذ العقاد أجراً على هجائه وهو الذي إذا عمد إلى القلم هاجياً تقصفت أمام هجائه الأقلام؟. . . لا ريب أن العقاد يشعر بحلاوة في هجاء الديب، وهذا الشعور اعتراف من العقاد بأن الديب أديب كبير وشاعر يفاجئه بمعان وأخيلة يستحسنها ويطرب لها. . . وشهادة العقاد واعترافه لهما أثرهما في حياة الكثيرين من الأدباء في مصر؛ فهناك ناس أصبحوا بين الأدباء المعدودين والشعراء الملحوظين، وما كانوا ليكونوا شيئاً مذكوراً لولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>