للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العلم الرسمي إلى وجود ظواهر تشذ عن القوانين المعروفة في العلوم الطبيعية، ولا تلتئم مع أي نظام مادي، ولا يصح إغفالها بعد اليوم، منذ أربعين عاما كان رجال الطب ينكرون الدعاوى الغريبة التي جاء بها التنويم المغنطيسي، ولكن التجربة والاختبار أثبتا صحة تلك الدعاوى وأهميتها، وها هو العلم اليوم في موقف مشابه لموقفه ذاك منذ أربعين عاما. عندما كنت طالب طب بالسنة النهائية، كان زملائي من الطلبة يسخرون مني لمجرد قراءتي كتابا في التنويم المغنطيسي، ولكني نجحت في إقناعهم بصحة التنويم بأن نومت كبير الساخرين مني. قد أورد مستر هيرد في خطابه المذاع باللاسلكي طرفا من تلك الظواهر النادرة الغامضة التي يزعمون حدوثها. ظواهر فيها المجال واسع لكل باحث كفء في علوم الطبيعة والفزيولوجيا والسيكولوجيا. إن لدى العلم اليوم لأجهزة ووسائل للبحث غاية في الدقة لم تكن موجودة منذ ثلاثين سنة، مثل تصوير الأشعة فوق البنفسجية ودون الحمراء، ومثل أشعة إكس والحاكي ومضخم الأصوات وأشرطة السينما وغيرها مما لم يكن يعرفه الذين بدأوا البحوث الروحية أمثال كروكس وريشيه ولدج. لن نبدأ البحث متأثرين باعتقاد في الأرواح ولا بأي اعتقاد آخر. وسنسير على النمط الجامعي كما هو الحال في معامل البروفسور وليم مكدوجال بأمريكا وفي جامعات أخرى بأوربا. وسنعامل بكل اعتبار أولئك الذين يسمون بالوسطاء. وسيضطرب هذا المجمع في مستهل حياته حتى يكون مستقلا في ماليته، ولكن رجال العلم ليسوا دائماً ذوي مال، ومعلوم أن بين الأثرياء اليوم من يهمهم جدا تشجيع هذه البحوث، فلعلهم يجودون بسخاء لإقامة المجمع على دعائم مالية ثابتة. ونزولا على إرادة البروفسور مزيزرهاريس، الذي أكد لي أنه يعبر عن رغبة باقي زملائه من أعضاء المجمع قد قبلت أعباء الرياسة، ولكن ليس معنى هذا القبول أنني أعرف الكثير في هذا الموضوع، بل معناه إني أتعهد بان أجعل البحث جديا وبعيدا عن كل تحيز.

هذا خطاب رئيس المجمع الجديد، وقد أدلى إلى الصحف اليومية الإنجليزية بأحاديث لا تخرج في معناها عما بهذا الخطاب

عبد المغني علي حسين

خريج جامعة برمنجهام

<<  <  ج:
ص:  >  >>