للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بين جدران الجامعات. الجمهور يعتبر هؤلاء الباحثين ثائرين على العلم الرسمي، ينشئون داخل مملكته دولة يحكمون فيها باسمه، مع أنه - بحق أو بغير حق - لا يعترف بدولتهم ولا بأساليب حكمهم. ولكن لما كان رجال من وزراء البلاط العلمي قد انضموا إلى الثوار فقد جل الخطب عن السكوت؛ وها نحن أولاء نتساءل إلى متى تتحمل الهيئات العلمية الرسمية تبعة شذوذ الموقف؟ ولماذا لا تجلب على الموضوع بالخيل والرجل، فأما أن تهلكه وإما أنت تضمه تحت جناحها؟

العلم لا يعترف إلى اليوم إلا بشيئين - المادة وما يحرك المادة من قوى آلية. ولكن الروحيين ينادون بأن في الكون أيضاً قوى خفية ذات عقل وإرادة تؤثر في المادة في بعض الظروف. هل لهذه الدعوى من الحق نصيب؟ سؤال ملح موجه إلى الهيئات العلمية الرسمية.

ويخيل إلينا أن العلم الرسمي قد بدأ يصغي إلى السؤال. فقد تألف بلندن في الأيام الأخيرة مجمع جديد للبحث الروحي، أعضاؤه من صميم رجال العلم، يرأسه البروفسور جرافتون أليوت سميث عضو المجمع العلمي البريطاني والعالم العالمي في الأنثروبولوجيا (علم أصل الإنسان) وأستاذ التشريح بجامعة لندن. . أعلن هذا الرئيس تأليف المجمع بخطاب أرسله لمحرر مجلة اللانسيت (مجلة للعلوم الطبية) ونشر في عدد ١٣ يناير من تلك المجلة، وفيما يلي ترجمته: -

سيدي:

صحت كلمة عدد من رجال العلم على تأليف مجمع للبحث في الظواهر المسماة عادة بالروحية أو غير العادية، وذلك بالوسائل العلمية التجريبية المتبعة في علوم الطبيعة والفزيولوجيا. يحدث كثيراً أن يدعى رجال العلم لإبداء رأيهم في تلك الظواهر فيعجزون عن الإتيان بحجج مستقيمة تبرر موقفهم السلبي، والأولى بهم لكي يكون موقفهم أكثر التئاما مع الروح العلمية أن يتقدموا لبحث تلك الدعاوى بالوسائل العلمية المعروفة بدلا من أن يقتصروا على نفي وجودها، والمجمع الجديد ينوي القيام بهذه المهمة تلبية لنداء مجلة (نايتشر) في مقالها الرئيسي بعدد ٢٣ ديسمبر سنة ١٩٣٣ قال مستر جيرالد هيرد عضو اللجنة الاستشارية لمجمعنا في كلمة إذاعها باللاسلكي يوم ٥ يناير، إن الوقت قد حان ليتنبه

<<  <  ج:
ص:  >  >>