فقال هنري: (إنني آسف إذا كان هذا السؤال قد جدد لك ذكرى تريدين نسيانها، ولكني أشتاق إلى معرفة شيء عنك.
قالت: (إن أبي تزوج بعد أمي ولم أستطع الحياة مع زوجته فتركتها) فقال هنري: (ألم تفكري في العودة؟)
قالت: (إذا أردت فإنني لا أستطيع لأنه طردني من المنزل)
فقال: (ولكنه بغير شك أعطاك شيئاً من المال)
قالت الكاتبة: (لقد أرسلت إليه مرة أطلب مالاً فرفض.
فقال هنري: (يا له من وحش! أيستطيع الآباء أن يفعلوا هذا؟. . .)
ثم تذكر الأب بعد ما نطق بهذه الجملة أنه كان بالأمس يريد أن يرفض مطلب ابنه في المال فخجل، وفي هذه اللحظة رأى شاباً يدخل المطعم وقد دلت حالته على أنه يبحث عن إنسان بعينه، لأنه كان يدور بلحظة حول كل المناضد، ولما أدار هذا الشاب وجهه عرفه هنري وإذا به ابنه.
أحمر وجه هنري فجأة ونظرت إليه الكاتبة مستغربة، ثم تمتم بكلمات فهمت منها أنه قد آن أوان الذهاب.
ولكن قبل أن يتحرك امتدت إليه يد الشاب وقال: سعدت مساء يا أبي.
فسأله هنري: ما الذي تعنيه باقتفاء أثري؟
قال الابن: أليس لي يا أبي أن. . . ولكن قبل يتمم جملته وقع نظرة على الكاتبة فسكت، وأشار له أبوه بالجلوس فشكر وجلس، وقال هنري وهو يقدم لابنه كأساً من النبيذ: قل لي لماذا أتيت هنا؟
فقال الابن ببرود: أليس لي أن أبحث عمن يأخذ زوجتي فيدعوها إلى العشاء في المطاعم؟
قال هنري قد احتدم غيظاً: زوجتك! هذه كاتبتي يا روبرت). فقال روبرت: (هذه السيدة كاتبتي أنا يا أبي)
فنظر هنري إلى ابنه ثم إلى الكاتبة فابتسمت ووافقت على قول روبرت فعادت إلى الأب حالة الغضب، فقال روبرت: (إننا نريد يا أبي أن نصطلح. فزمجر هنري وقال الابن: لقد مرت بي وبزوجتي ظروف عصيبة ففكرت في هذه الحيلة. وجاءت للاشتغال عندك ونحن