وأظنني قد أفحمني هذا الرد. فقد سكت لحظة لا أحير جواباً، ورجع عيسى وبيده ورقة، تناولتها وقرأتها، وقالت: ان (إصلاح) صديقك سيتم في مدى شهرين، وسيكلفه هذا الإصلاح خمسين جنيهاً.
قال صاحبي: ولقد رجعت منذ أسابيع، ومعي عيسى وقد غدا فتى رشيقاً نشيطاً، وسيماً قسيماً. . . ألست ترى الآن أن دولة العطار قد ارتقت، وأنه قد استطاع أخيراً أن يصلح ما أفسده الدهر؟
قلت: بلى، ولكن ألست ترى أنك قد بالغت في تنميق قصتك وتزويقها؟
قال: وهل تحسبني من أولئك الطعام الذين يقصون عليك الحديث كما جرى؟
قلت: معاذ الله أن تكون منهم. على إني سأذكر دائماً ما قالته لك تلك المرأة فانه سيجيء يوم لا يأبه الناس فيه لجمال الجسد ويلتمسون فيه جمال الروح، وعندئذ قد يكون لمثلك ومثلي في الحياة شأن غير هذا الشأن.