هكذا ينتهي ابن الرومي من قصيدته في رثاء البصرة وفيما أصابها وأهلها من صاحب الزنج وفتنة الزنج وتحريض الناس على الثأر منه ومنهم.
وأعتقد أن القارئ يجد أني لم أكن مغالياً حين قلت في ختام مقالي الأول عن هذه القصيدة من شعر ابن الرومي إنها قصيدة عجيبة من غرائب الشعر العربي، وضوح بيان، وقوة تصوير، وإعجاب خيال، وصدق عاطفة، وأنها من بدائع الشعر العربي كله.
وأزيد على ذلك اليوم أن ابن الرومي كان في تحريضه الناس وتهييجه لهم، ماكراً خبيثاً وقوياً عارماً شديد التأثير، يكاد شعره في ذلك يدفعنا نحن الآن - أحد عشر قرناً - إلى الثورة والهياج.