في الرثاء، وأولها:
إن بالشعب الذي دون سلع ... لقتيلاً دمه ما يُطل
قال التبريزي: (إنها لخلف الأحمر وهو صحيح)؛ وقال أبو علي في أماليه: كان أبو محرز أعلم الناس بالشعر واللغة، وأشعر الناس على مذاهب العرب. حدثني أبو بكر بن دريد أن القصيدة المنسوبة إلى الشنفري التي أولها:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى قوم سواكم لأميل
له، وهي من المقدمات في الحسن والفصاحة والطول؛ فكان أقدر الناس على قافية.
قلت: وأبو بكر بن دريد كان خير خلف لخلف ولمن سلف من الصواغين المزخرفين، فصنع ما صنع، وأمالي القالي ملآنة مما ابتدع.
٢ - ص (٣٦١) ودخل أعشى ربيعة علي عبد الملك ابن مروان، وعن يمينه الوليد، وعن يساره سليمان، فقال له عبد الملك: ماذا بقي يا أبا المغيرة؟ قال: مضى ما مضى وبقي (ما بقى) وأنشأ يقول. ورويت مقطوعة بيتها الرابع هو هذا:
وإن فؤادي بين جنبي عالم ... بما أبصرت عيني وما سمعت أذني
وجاء في الحاشية: زيادة (ما بقي) يقتضيها السياق وألذ في ب: مضى وبقى
قلت: جاء في شرح الحماسة للتبريزي:. . . فقال له: يا أبا المغيرة ما بقي من شعرك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لقد بقي منه وذهب، على أني الذي أقول. . . الأبيات. وقوله: ذهب أي ذهب منه، وهو قول حلو محكم. والبيت الرابع هذه روايته في الحماسة:
وإن فؤاداً بين جنبيَّ عالم ... بما أبصرت عيني وما سمعت أذني
قال الإمام التبريزي: (نكَّر فؤاداً لأنه باتصال قوله بين جنبيّ - اختص، حتى علم أنه قلبه من بين القلوب) وقد ائتم المتنبي بهذا الشاعر في قوله:
وفي الناس من يرضي بميسور عيشه ... ومركوبه رجلاه والثوب جلده
ولكن قلباً بين جنبي ما له ... مدى ينتهي بي في مراد أحده
وتنكير فؤاد الرَّبعي وقلب الكندي في هذا المقام - من ألطف الكلام.
٣ - (ص ٣٦٧) والدهر (أطرقُ مستتب)
وجاء في الحاشية: كذا ورد هذان اللفظان (أطرق مستتب) في الأصول والأغاني (ج ١٨