للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ص٧٤ طبعة بولاق)، وكذلك في النسخة الخطية ولم تتبين معناهما.

قلت: هذا القول من أمثالهم، وقد رواه الميداني في (مجمع الأمثال)، وقال في تفسيره: أي مطرق مغض منقاد. وفسره في مكان آخر بقوله: الطرق استرخاء وضعف في الركبتين، والاستتباب: الاستقامة: يريد أن الدهر تارة يعوج وتارة يستقيم

قلت وأطرق في التفسير الأول مبني من (أفعل) قال الرضي: وعند سيبويه هو قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة، ويؤيده كثرة السماع، ومجوزه قلة التغيير لأنك تحذف منه الهمزة وترده إلى الثلاثي، ثم تبني من أفعل التفضيل، فتخلف همزة التفضيل همزة الأفعال، وهو عند غيره سماعي مع كثرته.

٤ - (ص٣٦٧) فلا تجعل بيننا وبينك الأسدة

قلت: لا تجعلن بجنبك الأسدة. وهو من أمثالهم. قال الميداني في كتابه: هذا مثل يقع فيه التصحيف، فقد روى بعض الناس: لا تحفلن بجنبك الأشد، وتمحل له معنى يبعد عن سنن الصواب. وقد تمثل به أبو مسلم صاحب الدولة حين ورد عليه رؤبة بن العجاج، وأنشد شعره ثم قال له أبو مسلم: (إنك أتيتنا والأموال مشفوهة، والنوائب كثيرة، ولك علينا معول، وإلينا عودة، وأنت لنا عاذر، وقد أمرنا لك بشيء وهو وَتِح. فلا تجعلن بجنبك الأسدة، فإن الدهر أطرق مستتب)؛ ثم دعا بكيس فيه ألف دينار فدفعه إليه. قال رؤبة: فو الله ما أدري كيف أجيبه. . . قال الجوهري: السد بالفتح واحد الأسدة، وهي العيوب مثل العمي والصم، جمع على غير قياس، وكان قياسه سدوداً، ومنه قولهم: لا تجعلن بجنبك الأسدة، أي لا يضيقن صدرك فتسكت عن الجواب كمن هب صمم أو بكم. . .

قلت: كان أبو مسلم من كبار البلغاء الفصحاء. أورد الإمام الزمخشري في الكشاف قراءة له في تفسير الآية الكريمة: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. ومن قُتِلَ مظلوماً فقد جعلنا لوليِّه سلطاناً، فلا يسرفْ في القتل، إنه كان منصوراً) فقال: (وقرأ أبو مسلم صاحب الدولة: فلا يسرفُ بالرفع على أنه خبر في معنى الأمر، وفيه مبالغة ليست بالأمر.

وهذا الخبر في الكشاف يدلنا على مكانة أبى مسلم في العربية وقدره العظيم عند جار الله.

ووصف المدائني أبا مسلم - كما نقل ابن خلكان - فقال: كان قصيراً أسمر، جميلاً حلواً، نقي البشرة، أحور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية وافرها، طويل الشعر، طويل

<<  <  ج:
ص:  >  >>