وبينما أحد طرفي المحور يعاني من مرائر الهزائم المتوالية في ميادين القتال: ففي الميدان الشرقي انقلبت الجيوش اليونانية في الدفاع في بادئ الأمر إلى الهجوم؛ وانقلبت الحرب من البلاد اليونانية إلى الميدان الألباني في بضعة أيام. وفي شمال أفريقيا وشرقها، أحرزت الجيوش الإنجليزية انتصارات حاسمة في معارك فاصلة، فوصلت في الشمال إلى ما بعد بني غازي وأسرت ثلاثين ومائة ألف أسير، وغنمت كثيراً من عتاد القتال؛ كما توغلت في الشرق أميالاً عديدة في المستعمرات الإيطالية. نقول بينما أحد طرفي المحور يعاني كل ذلك، إذا بالطرف الثاني يفشل فشلاً تاماً فيما كان يأمله من غزو الجزر البريطانية جواً وبحراً، وما كان يرومه من إنهاء الحرب في هذا الميدان؛ وكلما امتد الوقت بالحرب زاد استعداد الجزر البريطانية لملاقاة العدو إذا غامر بغزوها، حتى صارت فكرة الغزو اليوم مما لا يمكن تحقيقه أو الإقدام عليه.
وهنا وجب على إيطاليا أن تطلب المساعدة الألمانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حطام ومخلفات. . . كما وجب على ألمانيا أن تبحث في ميدان جديد تقهر فيه إنجلترا، يكون أقل مناعة، وأضعف حصانة.
ولما كان أمام الألمان خطة واحدة يجب عليهم أن يسلكوها، وهي أما الاتجاه شرقاً، والانتقال بالحرب إلى البلقان، ثم إلى الشرق الأدنى وأما الاتجاه جنوباً، لتجربة خطة الغزو بحراً في ميدان ضيق إلى شمال أفريقيا؛ فقد وجدت في هزيمة حليفتها واضطرارها إلى طلب المساعدة الفرصة المرتجاة؛ فتسللت الجنود الألمانية إلى شمال إيطاليا، واحتلت أسرابها الجوية جميع المطارات لتعمل هذه القوات في ميدان البحر الأبيض المتوسط، وتمنع النجدات البريطانية في حالة الاتجاه شرقاً، أو الاتجاه جنوباً.
غير أن المطارات الإيطالية، صار يقابلها في ليبيا بعد الانتصارات الإنجليزية الأخيرة عدد مضاعف من هذه المطارات، مما يجعل التفوق للقوات الإنجليزية في هذا الميدان
إذن يجب البحث عن قواعد بحرية وجوية تطل على البحر الأبيض المتوسط لضمان التفوق والاطمئنان على نجاح التجربة الجديدة.
لكن كيف السبيل إلى ذلك، ولم يبق إلا أسبانيا وفرنسا. أما أسبانيا فقد قال جنرالها للهر