ذيل العربة الألمانية؛ فكيف يكون موقفها من مؤتمر الصلح القادم، عند ما تنتهي الحرب بنصرة الحلفاء!
أترضى فرنسا لنفسها، ويرضى كبرياء شعبها، وكبرياء قوادها، وفيهم أبطال فردون، وأبطال المعارك الهائلة في الحرب الماضية، أن تلعب اليونان، وبولندا، وهولندا، والنرويج، وتركيا، دوراً رئيسياً في هذا المؤتمر، ولا تستطيع فرنسا أن تمثل دوراً ثانوياً فيه! وإذا أجلستها إنجلترا إلى جانبها في مكان الصدارة من المؤتمر، فكيف يكون موقفهما فيما بينها وبين نفسها وهي تعلم الدور الذي قنعت بتحمله والقيام به.
لا شك أن كل ذلك، في جملته وفي تفصيله، وقد قدره المرشال وأعوانه حق قدره وحسبوا حسابه في المفاوضات الدائرة الآن بين فرنسا وألمانيا، في صدد المطالب المزجاة. ومن يدري! فقد يرى المسئولون عن مصير فرنسا من رجال حكومة فيشي، أن متاعب الحرب من جديد إلى جانب حليفتهم أقل من المتاعب التي تنشأ عن مزيد من التسليم، فيفضلوا الحل الأول على الثاني ويصلوا بدورهم في الحرب إلى النهاية المفروضة على أمثالهم.
وليس الغريب أن يقر قرارهم على شيء من هذا، بل الغريب أن يقف الفرنسيون جامدين، وأن يدوم تصميمهم بالتخلف في الطريق. وستأتينا (جهيزة) في الأيام القليلة القادمة بفضل الخطاب في هذا الشأن الخطير، عند ما يقول المرشال بتان كلمته النهائية في شأن المطالب الألمانية، وهي كلمة الشرف والإباء، والأنفة والكبرياء، على ما نظن، ويظن معنا الكثيرين.