للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الأديب حسين فهمي

حيرتني في غير داع بكلمتك، فما كتبت مقالي عن شخص معين؛ والذي كتبت عنه ليس بنائب ولا بذي دائرة بالطبع، ولا هو ممن يعزه أحد بالضرورة.

وما قابلت إنساناً ممن يفهمون ما يقرءون إلا حدثني أن هذه الصور التي أجلوها إنما هي صور شائعة في كل بلد فلا تعني واحداً بالذات.

أما عن قصتك فيكفي أن أنبهك وكنت خليقاً أن تنتبه من تلقاء نفسك أني لم أكن حادياً بغير بعير، وأظنك فهمت الآن مَنْ بعيري. . . فأنت بلا شك من ذلك النصف الذي فهم، ولا عليّ إن كنت صدقت أم لم تصدق.

الخفيف

شبابيك القلل

كتب الدكتور زكي محمد حسن في العدد ١١٢ من (مجلة الثقافة) مقالاً بهذا العنوان أود أن أعلق عليه بكلمة صغيرة فقد قال: (ومن العجيب أن يعني بزخرفة شبابيك القلل إلى هذا الحد بينما تبقى القلل نفسها بغير طلاء أو رسوم زخرفية).

ولقد فات الزميل الفاضل أن القلل في العصور الوسطى كانت على نوعين أحدهما نسميه - في اصطلاحنا العرفي - (القلل الصيفية) وتستعمل صيفاً وهي من الفخار غير المطلي، لأن مسامها تساعد على تبريد الماء. والنوع الثاني (القلل الشتوية) وتستعمل شتاء لأنها مكسوة بطلاء زجاجي يحفظ على الماء درجة حرارته الطبيعية.

وقد لاحظنا أن بعض أبدان القلل التي وصلت إلينا من هذين النوعين تزدان برسوم زخرفية غاية في الجمال كما يظهر ذلك في اللوحات الثلاث الأول من كتاب الأستاذ أولمير الذي ذكره في مقاله. وإذا كنا لم نجد كثيراً من القلل ذات الرسوم الزخرفية فهذا يرجع إلى أن الأجزاء التي عثرنا عليها هي بقايا من هذه القلل فقط، ولا ينهض ذلك دليلاً على ما ذهب إليه الدكتور من أن أبدان القلل لم تكن مزخرفة.

وقال أيضاً: (إن الرسوم الآدمية ورسوم الحيوان والطيور والأسماك التي نراها على تلك الشبابيك يشهد معظمها بأن صانعها كانت تنقصه المهارة ودقة الملاحظة حتى أن رسومه

<<  <  ج:
ص:  >  >>