نزلت في الحرب بوصاة مؤكدة بوجوب العدل فيها وعدم توخي العدوان بوساطتها، إلى حد لم يسبق له مثيل في كل ما أثر عن تعاليم الأمم قديماً وحديثاً
لم يكتف الإسلام بكل هذا فوضع للسلم والحرب أصولاً بدأها بوجوب احترام العهود، وبوجوب تتبع الحوادث الاجتماعية، مع إحاطة كل منها بما يحميها من التطرف والظلم، حتى إذا أفضت الأمور إلى تحكيم السيف أحاط حكومته بالملطفات من كل ضرب، عاملاً على ألا تراق قطرة دم ولم يكن لإراقتها موجب يوجبها، حتى أمر بعدم تعقب المهزومين، وباحترام حياة خدمة المحاربين، وحياة الهرمي والنساء والأولاد ورجال الدين
في تاريخ الإسلام من هذه الناحية طرائف لا يروى مثلها عن جماعة من الجماعات الإنسانية إلى اليوم، منها أن أسامة بن زيد تعقب مهزوما حتى صعد وراءه الجبل؛ فلما رأى الرجل السيف يهوي عليه نطق الشهادتين، فلم يكترث أسامة له وقتله، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم استحضره وعنفه على فعله، فقال أسامة: يا رسول الله إنه نطق بها تقية لينجو بنفسه. فقال النبي منكراً عليه: أشققت عن قلبه؟
لا أظن أن بعد هذا غاية في التنبيه على وجوب احترام الحياة البشرية