من اشهر مؤلفات البيروني التي وصلت إلى أيدي العلماء كتاب (الآثار الباقية عن القرون الخالية) وهذا الكتاب يبحث فيما هو الشهر واليوم والسنة عند مختلف الأمم القديمة من آشوريين ويونانيين إلى وقت البيروني، وكذلك في التقاويم وما أصاب ذلك من التعديل والتغيير وفيه جداول تفصيلية للأشهر الفارسية والعبرية والرومية والهندية والتركية تبين كيفية استخراج التواريخ بعضها من بعض، وتجد فيه أيضا جداول لملوك آشور وبابل والكلدان والقبط واليونان قبل النصرانية وبعدها، ولملوك الفرس قبل الإسلام على اختلاف طبقاتهم. ولم يقتصر الكتاب على ذلك بل بحث في المتنبئين وأممهم من أهل الأوثان وأهل البدع في الإسلام، وغير ذلك من الموضوعات التي يتعلق بالأقباط وأعيادهم، وأعياد النصارى على اختلاف طوائفهم. . .
يقول كشف الظنون عن هذا الكتاب:(إنه كتاب مفيد، ألفه لشمس المعالي قابوس وبين فيه التواريخ التي تستعملها الأمم. . .) ومنه أيضا يستدل على أن البيروني أول من استنبط تسطيح الكرة. وقد فصل ذلك في كتابه المذكور الذي يدل أيضا على أن له استنباطات جليلة في الفلك والرياضيات، وقد ترجم (سخاو) الآثار الباقية المذكورة إلى الإنكليزية، وطبع عام ١٨٧٩م في لندن، وله كتاب تاريخ الهند، وقد ترجمه أيضا سخاو إلى الإنكليزية وطبع الأصل في لندن سنة ١٨٨٧م والترجمة فيها سنة ١٨٨٨م، وفيه تناول البيروني لغة أهل الهند وعاداتهم وعلومهم.
واعتمد عليه (سمث) وغيره من المؤلفين عند بحثهم في رياضيات الهند والعرب، وله كتاب تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة وقد ترجم إلى الإنكليزية عام ١٨٨٧م، وكتاب مقاليد علم الهيئة ما يحدث في بسيط الكرة. وفي هذا الكتاب بحث في (شكل الظل) اعترف فيه بان (الفضل في استنباط الشكل الظلي لأبي الوفاء بلا تنازع من غيره)، وقد كنا نشرنا هذا في مقالنا عن البوزجاني في مجلة المقتطف. وجاء أبو الريحاني في بعض كتبه على ذكر قسم من الكتب القيمة التي دخلت في زمن العباسيين والتي كان لها اثر كبير في تقدم علوم الفلك والرياضيات، فقد أتى ذكر على المقالتين اللتين حملهما أحد الهنود إلى بغداد في منتصف القرن الثاني للهجرة، فالمقالة الأولى في الرياضيات والثانية في الفلك، وبواسطة الأولى دخلت الأرقام الهندية إلى العربية واتخذت أساسا للعدد،