والثانية اسمها (سدها نتا) التي عرفت فيما بعد باسم كتاب (السند هند) ترجمها إبراهيم الفزاري وكان نقلها بداءة عصر جديد في دراسة هذا العلم عند العرب. مما مر نستنتج أن البيروني كتب في تاريخ الرياضيات عند الهنود والعرب. ولولاه لكان هذا الموضوع اكثر غموضا مما هو عليه الآن، كما إن أكثر الكتب الحديثة التي تبحث فيه (في الرياضيات عند الهنود والعرب) تعتمد في الأغلب على كتبه كما يتضح لمن يتصفح كتب تاريخ العلوم الرياضية. وله مؤلفات أخرى يربى عددها على المائة والعشرين، منها: كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم، وقد ألفه لمسعود بن محمود الغزنوي، وكتاب استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الإسطرلاب، وكتاب استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها، وهو مسائل هندسية أدخل فيها طريقته التي ابتكرها في حل بعض الأعمال، وكتاب العمل بالإسطرلاب، ومقالة التحليل والتقطيع للتعديل، وكتاب جمع الطرق السائرة في معرفة أوتار الدائرة وكتاب جلاء الأذهان في زيج البتاني، وكتاب التطبيق إلى تحقيق حركة الشمس، وكتاب في تحقيق منازل القمر. وتمهيد المستقر لتحقيق معنى الممر، وكتاب ترجمة ما في براهم سدهانه من طرق الحساب، وكتاب كيفية رسوم الهند في تعلم الحساب، وكتاب استشهاد باختلاف الأرصاد، وقد ألفه البيروني لأن أهل الرصد عجزوا عن ضبط أجزاء الدائرة العظمى بأجزاء الدائرة الصغرى، وكتاب الصيدلة في الطب (استقصى فيه معرفة ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها واختلاف آراء المتقدمين فيها وما تكلم كل واحد من الأطباء وغيرهم فيه، وقد رتبه على حروف المعجم)، وكتاب الإرشاد في أحكام النجوم، وكتاب في إفراد المقال في أمر الظلام، وكتاب تكميل زيج حبش بالعلل وتهذيب أعماله من الزلل، وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر، ومقالة في نقل ضواحي الشكل القطاع إلى ما يغني عنه، وكتاب تكميل صناعة التسطيح، وله كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم، وهذا الكتاب لم يطبع بعد ولابد ان تكون بعض نسخ خطية منه موجودة في المكاتب الأوربية والمصرية، وهو لدينا في نسخة خطية نسخت منذ تسعين سنة عن نسخة قديمة، وهو يبحث في الهندسة والحساب والعدد ثم هيئة العالم ثم أحكام النجوم وذلك (لأن الإنسان لا يستحق سمة التنجيم الا باستيفاء هذه الفنون الأربعة)، وقد ألفه على طريقة السؤال والجواب ولغته سهلة سلسلة، ونترك التفصيل عنه الآن لكتابنا الذي نؤلفه.