فإذا أمة من الرهبان الفرسان يحملون المصحف والسيف لرسم الطريق وحماية السائرين فيه. يأخذون الدين بكاء وخشوعاً بالقلوب في المحاريب. ودفاعاً نبيلاً في الميادين، وعملاً صالحاً مثمراً في الأسواق والمعاهد والحقول والمصانع والجيوش. . .
وإذا دولة يحكمها سائسون قديسون! ليس فيهم خيلاء الحكام ومطامعهم وغطرستهم، وخداع الساسة وختلهم ونفاقهم، إذ كانوا يفقهون أن الحاكم خادم، والأمير أجير، والسياسة نصح وتربية وإرشاد، لا تجارة واحتراف وذبذبة مع اتجاه رياح المطامع، وخطب جوفاء، ووعود خلابة، وأماني براقة كالتي يلقيها ساسة هذا الزمان على آذان الإنسانية الشقية ليحشدوها بها في مواكب مجدهم الشخصي الكاذب وخيلائهم العاهرة. . .!