وقعاً في نفس الأمير من درر ذلك العقد! وقالت له وهي تنتحب، إنها إذا حرمت ذلك العقد فقد حرمت كل سعادة، وقد كتب عليها الشقاء والذل مدى الحياة. وسيعلم الناس جميعاً أن الأمير زوجها العزيز، وسيد أمراء إيطاليا، الذي تفتديه بروحها، قد بخل عليها بعقد من اللؤلؤ. وإنها لن تطيق الحياة متى علم الناس بما هي فيه من هوان وبلاء!. . . عند ذلك أمر الدوق - لساعته - بشراء تلك اللآلئ. . . ولم يكد يفعل حتى رقا دمع الأميرة أبرقت اساريرها، وابتسمت عن لؤلؤ آخر، كان فيه للملك خير عوض عن اللؤلؤ الذي اشتراه.
ومضى تشليني إلى القصر، وهو لا يكاد يصدق ما سمعته أذناه. فراه الدوق مقبلا، فأمر بان يؤتى به إلى حجرته. فلما مثل بين يديه، قال من غير تلطف ولا مجاملة:
ويحك يا بنفنيتو أيها الشقي! كيف بلغت بك الجرأة أن تغضب الدوقة مولاتك، التي طالما أيدتك ونصرتك؛ فجعلتي اعرض عن شراء تلك اللآلئ النفيسة! يالك من شقي لا يعرف معنى للوفاء والإخلاص! اذهب أيها التعس الآن إلى حجرة الأميرة، واجث على قدميك بين يديها. واسألها الصفح والمغفرة عن جريرتك. وارجع إلى الحق أيها الجاهل. فان الرجوع إلى الحق فضيلة. . . وعساها تصفح عنك وتعفو عن خطيئتك!
وفتح تشليني عينين ملؤهما الدهشة والحيرة
- مولاي أي حق. . .!
- لا تنبس أيها الشقي بكلمة. واذهب الساعة فافعل ما أمرتك به. ومضى تشليني مطرقاً برأسه يمشي في بطيء شديد ليلتمس من مولاته الصفح. لان الرجوع إلى الحق فضيلة. . .!؟