إنك تهوّن من شأن هذه النظرية لأنها من مبتكرات زكي مبارك، فهي عندك شيء عديم القيمة لا يستوجب أن يُزَهى به الرجل زهو الطاووس!!
هذه القرائن هي حجتي عليك، وهي البرهان القاطع على صحة العبارة التي تقول:
(يكاد المريب يقول خذوني)
ما الموجب لأن تقول إن كشف هذه النظرية لا يساوي كشف مقبرة توت عنخ آمون؟
إنما مَثَلُكَ مَثَل اللص الذي يهوَّن شأن ما سَرَقَ لينجو من العقاب وأنت تدرك الخطر الملفوف في هذا الملحظ الدقيق!!
وهناك نظرية أخرى متصلة بالمقامات، وهي نظرية فاتني النص عليها في النسخة الفرنسية التي ظهرت سنة ١٩٣١ ولم تفتني في النسخة العربية التي ظهرت سنة ١٩٣٤ فهل ترى لها (خبراً) في (الطبعة الأخيرة) من مذكرات الشيخ الإسكندري؟ وهل تراك حدثت بها قراء مجلة السراج في سنة ١٩٣٧؟
وهناك نظرية ثالثة متصلة بالمقامات وفيها ردٌّ على المرحوم الشيخ محمد عبدة وهي مثبتة في كتاب (ليلى المريضة في العراق) فهل تعرف هذه النظرية؟
وهنالك تحقيق متصل بالمقامات، وهو موضوع مقال حدثت به صاحب (الرسالة) منذ أكثر من عامين ولم أقدمه لمجلة الرسالة إلى اليوم، لأنه يفرض الرجوع إلى عادات بعضها في النجف، وبعضها في بغداد، فهل تعرف موضوع ذلك التحقيق؟ وهل تعرف ما بقي مطويّاً من أسرار المقامات؟
أترك هذا الجدال لأوجه الكلام إلى الدكتور عبد الوهاب عزام وكان ألقى محاضرتين عن بديع الزمان في سنة ١٩٣٤ فقد حدثني أمام جماعة من أساتذة الجامعة المصرية أنه اعتمد على كتاب النثر الفني في النظرية التي تقول بأن بديع الزمان نقل فن المقامات عن ابن دريد، فكيف غاب عن الدكتور عزام أن أبناء دار العلوم نشروا هذه النظرية قبل عشرات السنين؟
أما بعد فقد ظهر أن الأستاذ السباعي بيومي سَرَق من كتاب النثر الفني ما سرق، وتبيَّن للجمهور أنه يقدم لتلاميذه زاداً نهبه من كتابي بدون استئذان، ولست من الملائكة حتى