للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأقبل شاس بن قيس في جماعة من ضلاّل يهود يرقبون ويبسمون، وفي رأيهم أن كيد الكافر يفلح، على حين أخذ الفريقان من الأوس والخزرج ينسلون في السلاح إلى موعدهم، إلى الظاهرة. وكادت الفتنة أن تقع فينهار صرح مشيد على يدي فاسق زنديق، لولا أن منَّ الله على أوليائه، فأنقذهم وهم على شفا جرف

وانطلق رسول السلام إلى رسول الله (ص) يخبره الخبر، (. . . وطارت الهيعة تجمع شتاتهم على باطل، فهم هناك في الظاهرة، تكاد نقمة الله أن تنحط عليهم فيرتدوا كافرين)

فخرج إليهم رسول الله (ص) قبل أن يبلغ الشيطان غايته. . . خرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم وإن سيفاً يوشك أن يقرع سيفاً، فناداهم: (يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألَّف به بين قلوبكم)

وأفاق الأنصار من ذهول حين هبطت كلمات الرسول (ص) على القلوب برداً وسلاماً، فبدت لهم سيئات ما عملوا وتخاذلت أيدٍ كانت تحمل السلاح، وأقبل بعض على بعض يتعانقون ويبكون؛ وانسل الشيطان من بين الفريقين وقد كبته الله، وارتد عدو الله شاس يستشعر ألذلة والهوان. وتصافت قلوب كانت توشك أن تتهاوى على أسنة الرماح لأنها أصغت إلى حديث الشيطان ساعة من الزمان. . . تصافت، لأن قوة الإيمان سماوية تترفع - أبداً - عن الحزازات الأرضية

(المحلة الكبرى الثانوية)

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>