جردتني، وآواني حين أطلقت بي فرساً تنهب بي البراري. فليكن جل تفكيري فيك ولك أيها الوطن أما أنت يا أوجستا، فسأحاربك في قلبي حتى تموتي فيه
وانطلق في طريقه حتى مثل بين القيصر
وقال القيصر لمازبا: لقد رفع إلينا قرار المالية فلم نجد بداً من استمرار الضرائب، فهل تعدني بشرفك أن تقوم على جبايتها؟
- لقد أقسمت لمواطني أنكم سترفعونها
فقال القيصر لمن حوله: اقبضوا على هذا السيد
وألقى مازبا في حجرة ببرج القصر تحوطه الأحراس، واندلعت الثورة في القوقاز من أقصاها إلى أقصاها، وأرسل بطرس الأكبر حملة لإخمادها فزادت النار اشتعالاً
وكان الليل قد لف الكون بغلالة سوداء، والقصر ساكن حينما اعترض الأميرة أوجستا حارس البرج، فأبرزت له أمر القيصر فتخلى الحارس عن لباب. وكان مازبا يقف هادئاً إلى نافذة البرج كأنما ينتظر أحداً أو كأنه واثق من نجدة القوقاز، وقالت أوجستا:
- تبعث القيصر في كل مكان ولم أبرح مقصورته في الأوبرا حتى وقع على صك العفو عنك، وقد وعدته أن تقسم لي على طاعته فيما آمرك به. فقال:
- لقد سمع القيصر أني لا أقسم على ذلك
- إن وطنك الجديد في حاجة إليك يا مازبا، فقم الساعة وأخمد فتنته، وانج بنفسك فإنك لا تدرك أي حتف ستلقاه إن بقيت هنا ليلة أخرى
- واستقبل مازبا استقبال الفاتحين، وكانت الفتيات ينثرن في طريقه الورود والرياحين، وكان ألمه بادياً لما حل بقومه على يد جنود القيصر. وقابل قائد الحملة وطلب منه أن يرحل فوراً عن أراضي القوقاز، وقال قائد الحملة إنه موفد من قبل القيصر وليس لأحد أن يأمره سواه. فقال مازبا: إذا هي الحرب
وطلب القائد من بطرس الأكبر مدداً سريعاً فأرسل إليه جيوشاً جرارة لم تصمد لها جموع مازبا التي دافعت عن وطنها دفاع الأبطال وأحرقت عاصمة القوزاق وانتقم منهم جنود القيصر أبشع انتقام. وفر مازبا إلى سلطان تركيا عدو القيصر ليجيره ويمده بعتاد يستطيع بها مواصلة القتال ولكن السلطان اعتذر له ونصحه بإلقاء السلاح. وهكذا تخلى الحظ