للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سيبيريا والقادمون علينا يا مازبا أمراء وأميرات بولونيا

بولونيا. . . وقبض مازبا على صدره كأن طعنة أصابته: فذعر وزير الخارجية وقال: أبك يا مازبا؟

- لا. . . لا. . . إنه جرح قديم. . . قديم جداً ولا أدري كيف آلمني الساعة

واقتربت أميرات بولونيا، وكأن أبرز ما فيهن جمالاً أوجستا وشخص مازبا إلى وجهها المتلألئ، فانبعث غرام عشرون عاماً من قلبه كبركان ثار بعد طول رقاد. . .

وعرفته أوجستا، فجاءته على استحياء، ومدت إليه يدها، وقد تضرج وجهها وخشع طرفها ونتحت به ناحية، وأخذت تخالسه النظر، وازدحمت الكلمات على شفتيها ثم قالت: كأني بك طفل الأمس يا مازبا، لم تغير معارفك الحدثان

- طفل الأمس. . . إنه مات في براري الدانوب

- وقلبه وحبه؟

- كلاهما معاً. . .

- ولكني أرى بريق عيناك والتمعاهما بتلك المعاني الغامضة

- تلك أوهام. . .

- إنك تجاهد غرامك يا مازبا، ولقد لقيت قصاصي بما سهرته من ليال أذرف الدمع على ما قدمت يداي. فهل أنت مقيل لعثرتي؟

- ما كان لي أن أصفح عنك ولا أرى لك ذنباً

- ألا زلت تحمل لي موجدة؟

- لا. . . ولكني أوصدت قلبي دون النساء، ثم إني على موعد مع القيصر، فأستودعك الله. . .

- مهلاً يا مازبا. . .

ولكنه انسل بين الأضياف، وحينما بعد عنها حدث نفسه:

كادت المرأة تصرعك يا مازبا. . . أيها القلب الخائن، لن أصغي لحديثك المعسول مرة أخرى. . .

لقد عاهدت نفسي على خدمة وطني الذي أطعمني حين حرمتني هذه المرأة، وكساني حين

<<  <  ج:
ص:  >  >>