للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٥ - (ص٧٥) قال القَطامي:

ومعصية الشفيق عليك مما ... يزيدك مرة منه استماعا

وخير الأمر ما استقبلت منه ... وليس بأن تتبعْه اتباعا

كذاك وما رأيت الناس إلا ... إلى ما جر غاويهم سراعا!

تراهم يغمزون من استركوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا!

قلت: استجدت القول فرويته، والقصد هو البحث في (القطامي) في فتحة قافه وضمها، فقد شغل هذا الاسم فضلاء في القديم وفي هذا الزمان. وسأورد طائفة من أقوالهم لتزول الشبهة، ويستبين الحق:

قال العلامة الشيخ إبراهيم اليازجي في نقده طبعة (لسان العرب): ضُبط القطامي بفتح القاف، وصوابه بضمها كما صرح به المؤلف في موضعه

وهذا قول اللسان: والقطامي بالضم من شعرائهم من تغلب واسمه عمير بن شُيبم. وقد تبع اللسان الصحاح، قال الجوهري: والقطامي بالضم لقب شاعر من تغلب. . .

ولما وقف العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة الأثري على قول العلامة الشيخ إبراهيم كتب في شرحه (بلوغ الأرب) لفخر العراق الإمام الشيخ محمود شكري الألوسي:

القطامي بفتح القاف وضمها كما نص عليه ابن الشجري في أماليه، والمجد في قاموسه، وعبد الرحيم العباسي في معاهده. وقول إبراهيم اليازجي في مجلة الضياء: إن الصواب الضم، وهم من أوهامه الناشئة من غروره وهوسه، وقلة تتبعه ودرسه. والقطامي لقب غلب عليه، واسمه عمير بن شييم، وهو شاعر إسلامي مقل، رقيق الحواشي، كثير الأمثال، حسن التشبيب وهو صاحب هذا البيت:

إنّا محيوك فاسلم أيها الطللُ ... وإن بليت وإن طالت بك الطيل

الذي انتحل صدره جميل الزهاوي المتفلسف فقال في مدح أمير عربي:

إنا محيوك فاسلم أيها الملك ... ومصطفوك لعرش شاءه الفلك!!

وينصر قول العلامة الأثري شيخ العربية الإمام بن جني قال في (المبهج) كتابه الذي فسر فيه أسماء الشعراء في ديوان الحماسة: القطامي بضم القاف وفتحها هو الصقر سمي الشاعر (يعني قطاميّنا هذا) به لقوله. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>