للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعرف بالأطوم وهي بسين وفاء ونون كما ترى

وقلت في تلك الصفحة: (وتين يابس محرق مذيف) ولم أعثر على فعل (ذاف) بالذال المعجمة. ولا على اسم المفعول منه (مذيف). والذي أعهده أنه (مدوف)، وزان مخوف بدال مهملة

وقلت - ونحن لا نزال في تلك الصفحة -: (ويجب أن يمنع أصحاب هذه العلة جميع الأنبذة والتملي من الطعام) - والصواب: (والتملؤ من الطعام - ولا أريد أن أمعن في تنبيهي إياك على كل ما ورد في هذا المصنّف من المشوهات، فإنها لا تحصى. ويحتاج القارئ إلى وقت طويل لتحريرها وتحويرها لإعادة النص إلى نصابه. ومع ذلك، يبقى أنه ليس لثابت بن قرة، لأنه كان صحيح العبارة، بديع الكلام، عارفاً بالمصطلحات الطبية كل المعرفة، وواقفاً عليها وقوفاً تاماً. ولما كان الوقت غير متيسر لي في هذه الأيام، لا يمكنني تصحيح هذا الكتاب

ووفقك الله وسلمك من كل ضر وشر)

الأب أنستاس ماري الكرملي

فأجابني حضرته بتاريخ ٥ يوليو من السنة المذكورة ١٩٣٦ بكتاب أحفظه عندي وأنشره مصوراً إن يُنكر على أنه كتبه إليّ لتسود وجوه وتبيض وجوه. فكتبت إليه بتاريخ ١٩ يوليه من السنة المذكورة ما هذا نصه:

أشكر لكم جوابكم بتاريخ ٥ الجاري، ولقد طالعت المقدمة الإنكليزية، وعلمت أن السرعة التي أظهرتم بها هذا الكتاب شفيعة لكم لوقوع الأغلاط فيه؛ لكن هذه الأغلاط جمة، لا تكاد تسلم منها صفحة واحدة. على أن الأغلاط المتعلقة بالكلام المنثور لا أهمية لها، إنما الأهمية في المصطلحات العلمية. وحالما وصل إلى هذا الكنز، كتبت على أول صفحة منه (إنه ليس لثابت بن قرة؛ ومن المحال أن يكون له، لأن عبارته سقيمة ركيكة، مشوهة، كثيرة الأغلاط؛ ومن البعيد كل البعد أن ينسب إلى ثابت. ولا أريد أن أذكر هذه الأغلاط لكثرتها وأنا أنسب هذا الكتاب إلى رجل صنفه في المائة السادسة للهجرة (لا للثالثة)، لأن عبارته عبارة ذلك العصر. ثم إنه استعمل (القنفذ) بمعنى (الشاهبلوط)، بخلاف ما تقول حضرتك، ولا سيما أنك ادعمت رأيي هذا بأن قلت: إن الأصل لجالينوس هو بمعنى

<<  <  ج:
ص:  >  >>