الفندق؛ إذن ثبت أن القنفذ هو في عبارة الذخيرة (ص١١) حين قوله: (قشور القنفذ)؛ هو هذا النبت لا الحيوان؛ إذ لا يقال للحيوان قشور القنفذ، وهيهات أن يقال ذلك!
ووجدت ابن العوام يقول: إن القنفذ هو الشاهبلوط، وفسره كذلك من نقله إلى الأسبانية والفرنسية - راجع معجم دوزي العربي الفرنسي - فإنه يشرحه هكذا شرحاً صحيحاً مما يؤيد كلام العراقيين، وهذه التسمية لا تعدو المائة السادسة للهجرة.
وهناك شواهد أُخر على أن الكتاب ليس لثابت، وذلك من الألفاظ اليونانية والسريانية شوهت أقبح تشويه، وأنا أُجل ثابتاً من ركوب متن هذه الفظائع؛ فالألفاظ انتقلت من مصحَّف إلى مصحف، ومن ناسخ إلى ناسخ، حتى جاءت بتلك الصور الشنيعة، وهي كلها للمؤلف الجاهل لا للنسّاخ - على ما أظن -. والبراهين التي ذكرتموها في النص الإنكليزي، لتبينوا بها صحة نسْبة هذا الكتاب إلى ثابت لا قوام لها، وليست منطقية، بل في نهاية الضعف. وما ذهب إليه هو الحق بعينه، وإن لم يبين لنا الأسباب والأدلة التي دفعته إلى ذلك القول. وإنما نسب الكاتب، أو الواضع، أو المزوَّر هذا الكتاب إلى ثابت بن قرة، ليروجه على الناس، كما فعل كثير من الأقدمين مثل هذه الأفاعيل، وقد اشتهروا بها
أما أن الواضع استعمل مرة شاهبلوطاً ومرة قنفذاً لمسمى واحدة فهذا ناشئ من اعتماده على عدة مؤلفات، وهذا أيضاً لكثير الوقوع في كتب القوم، وعندي شواهد لا تحصى تأييداً لهذا الرأي، ويحتاج هذا التفنيد إلى وضع مقالة طويلة تشرح فيها ملاحظاتي ولولا كثرة أشغالي لفعلت
وعلى كل حال إني شاكر لفضلكم وحرسكم الله
الأب أنستاس ماري الكرملي
هذا ما كتبته بيدي الفانية. وأما أن أحدهم (رأى عند الدكتور صبحي بك كتاباً بخط يدي أسأله فيه أجراً على تصحيح الكتاب، وأن طبيباً بالقاهرة اتصل بالدكتور صبحي بك يغريه على أن يجيب حضرة الأب إلى طلبه، فرفض صبحي بك معتذراً)
فالكذب ظاهر من كل كلمة من هذه الكلم. فإن كان بيد صبحي بك هذا الكتاب فليظهره للملأ حالاً بلا أدنى تأجيل، ويصوره وينشره ليصدقه الناس، ولا يزيد على ما عرف به من الكذب على الأموات الكذب على الأحياء، وهذا من الجرأة في مكان ظاهر ظهور النار