ومن أحبَّ الحق فقد أحب الله، وتعالى فوق كل شئ على الأرض. وهذا هو المطلوب من كل إنسان على الأرض؛ والسلام على من اتبع الحق واهتدى، ولم يمارِ ولم يُداجِ ولم يلتفت إلى من سواه عز وجل!
٣ - شكري لمتوخ للحق ثان
لا أمسح قلمي هذا إلا بعد أداء آي الشكر إلى كاتب كبير النفس، محب للحق حيثما وجده وكل من احتضنه، مقدر للعلم والأدب، ومتوخٍّ للصدق، اعني به الأديب احمد الشرباصي؛ فإنه نشر في (منبر الشرق) الصادر في القاهرة في ١٧ يناير من هذه السنة مقالة محجّلةً عنوانها: (من هنا وهناك) انتصر فيها للحق المبين وعدل عن محجة الكاذبين، إذ لم يستحسن ما نشره الأستاذ إسماعيل أفندي مظهر، وختم تلك الكلمة البديعة قاصمة الظهور، وفاتكة ما في مفاسد الصدور، فبدَّدت الأكاذيب والشرور، بهذه الخاتمة:
(أما تفسير الأستاذ مظهر وكشفه للدافع الذي دفع بالأب إلى نقد الدكتور صبحي فهو - إن صح - حقيق بأن يحدثَ في الأدباء ثورة، وأن يورث بين الكتاب حرباً تقوِّم المعوج وتهدي الضال إلى سواء السبيل)
لقد صدق - وايم الله - الأستاذ الشرباصي في قوله:(إن صح) إذ هذا الأمر ما صح ولن يصح، إلا إذا غلب الباطل الحق، وهذا لا يدوم إلا ريثما تنجلي الحقيقة بوجهها السافر الوُضَّاء. ولا يقع هذا الوهم إلا في من يخدع بالظواهر، على حد ما يخدع المسافر بالآل أو بالسراب، ذلكم السراب الذي يحسبه الظمآن ماء. وأما العلماء الحكماء البصراء فهم أبعد الناس عن هذه الخوادع الكواذب. وقانا الله شرها