كان للكلمة التي كتبتها بهذا العنوان في العدد ٣٩٩ من (الرسالة) أثر حسن فيما كتبه الدكتور زكي محمد حسن في العدد ١١٥ من (مجلة الثقافة) تعقيباً على مقاله الأول في هذا الموضوع، فقد تدارك الدكتور زكي - إلى حد ما - ما فاته في مقالة الأول
وإذا قلت - إلى حد ما - فذلك لأنه حاول في مقاله الأخير أن يفسر قوله:(إن من العجب أن يعنى بزخرفة شبابيك القلل إلى هذا الحد بينما تبقى القلل نفسها بغير طلاء أو رسوم زخرفية) فبعد أن نقل ما كتبته في (الرسالة) عن القلل الصيفية وهي من الفخار غير المطلي، والقلل الشتوية وهي المكسوة بطلاء زجاجي، أراد أن يجد لنفسه عذراً فقال: أما أن هناك قللا عليها طلاء فأمر لم ننكره أبداً، وحسب القارئ الذي بادر بالتعليق على مقالنا أن يرجع إلى كتابنا كنوز الفاطميين ولا نخاله بجهله، ثم استشهد بالعبارة الآتية نقلاً عن الصفحة ١٧٢ من هذا الكتاب
(فالفخار غير المدهون كانت تصنع منه أبسط الأواني اللازمة لطبقات الشعب، ولا سيما القلل التي كانت من الفخار غير المطلي، إلا في النادر جداً، لأن المقصود منها تبريد الماء، ولابد من المسام للوصول إلى هذا الغرض، ومن ثم فإن الذي وصل إلينا منها يكاد يكون خالياً من أي دهان زجاجي)