وإني أود أن أوجه نظر الدكتور إلى أن شبابيك القلل الشتوية ذات الطلاء الزجاجي، توجد في دار الآثار العربية وحدها بالمئات - كما كان يجب أن يعلم ذلك - ومن ثم فإني لا أرى ما يبرر قوله إن هذا النوع منها لا يوجد (إلا في النادر جداً) و (أن الذي وصل إلينا منها يكاد يكون خالياً من أي دهان زجاجي)، ولست أرى هنا أي مجال للتفسير اللغوي
وإذا كنت لم أشر إلى كتاب (كنوز الفاطميين) في كلمتي السابقة فقد كان ذلك لسبب واحد، وهو أنني اكتفيت بتصحيح ما جاء في مقال الدكتور زكي، ولم أجد ما يثير الرغبة في نفسي لنقد ما أورده في كتابه
وكيف أجهل هذا الكتاب وقد كان لي - إبان اشتغالي بالتدريس في جامعة بون - شرف مساعدة الأستاذ باول كالا في كتابة بحث واف عنوانه (كنوز الفاطميين) وقد نشر هذا البحث - كما يعلم حضرة الدكتور الفاضل - في مجلد المستشرقين الألمانية في المجلد ١٤ سنة ١٩٣٥ (ص٣٣٩ - ٣٦٢) ولا ينسى الدكتور زكي محمد حسن ما لهذا البحث، ولما فيه من حواش قيمة، من فضل في وضع كتابه - الذي طبع في سنة ١٩٣٧ - باللغة العربية في نفس هذا الموضوع وبنفس هذا العنوان! وما كنت أود أن أذكره بهذه الحقيقة، لولا أنه في تنويهه عن كتابه، بدلاً من الاعتراف بالفضل، وجدت - للأسف - ما هو دون ذلك، وهذا ما كنت أنزه الدكتور عنه.
دكتور محمد مصطفى
تحريف معنى بيت بالنحو
فهم صديقي الأستاذ الفاضل إبراهيم علي أبو الخشب أن ما ذكرته في تحريف معنى بيت بالنحو يدخل فيما يؤثر عن علمائنا - إن نكت النحو كالورد تشم ولا تدعك - والحقيقة أن ما ذكرته في ذلك من صميم النحو وليس من نكتة
وأما الذي ذكره من أن أو المتمحضة للعطف وأو الناصبة، فلم يأت فيه بجديد في المسألة. ونحن حين نجري قول الشاعر:(لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى) على معنى: ليكونن مني استسهال للصعب أو إدراك للمنى، نكون قد خرجنا بأو الناصبة إلى أو المتمحضة للعطف. وقد اعترفت أيها الأستاذ الفاضل بأن أو المتمحضة للعطف لها معاني غير معاني