اختلاف الأحكام عند اختلاف العوائد، فليس في الحقيقة باختلاف في اصل الخطاب. لان الشرع موضوع على انه دائم أبدى لو فرض بقاء الدنيا من غير نهاية).
ويقول سيدنا عمر بن الخطاب عن الرمل في الحج:(فيم الرملان ألان والكشف عن المناكب، وقد اظهر الله الإسلام ونفى الكفر وأهله. . .؟).
وسرق جماعة لحاطب بن أبى بلتعة ناقة لرجل من مزينة. فلما أرسلوا إلى عمر بن الخطاب اقروا على سرقتها، فأمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم. ثم ردهم وقال:(انهم يجيعونهم حتى أن أحدهم لو أكل ما حرم الله عليه حل له، ولم يقطع أيديهم).
ولما جاءت المجاعة والقحط في سنة ١٨ هـ أيام خلافة عمر بن الخطاب لم يقطع أيدي السارقين.
نحن نستطيع ان نسير مع كل حضارة. وان نأخذ عن حضارة الغرب ما يفيدنا وينعشنا ويلقح حياتنا باللقاح المجدد، ولا نجد في روحالإسلام ما يصدنا عن ذلك.
ولكن المشكل هو في وجود الرجال الذين يفهمون روح الدين بالعقل اليقظ الواسع الحر العارف حاجات العصر وتيارات الحضارة والذهن البشري.