للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دعوتهم وينشرونها متكتمين في عهد المستضيئ العلوي لابنه نزار، وقيل إنما سموا بذلك أيام الحاكم بأمر الله العبيدي الذي انشأ في القاهرة في القرن الثالث الهجري مدرسة سماها دار الحكمة كان الطلاب يعلمون فيها معنى مكتوما لمتن القرآن، وسواء أكان السبب هذا أم ذاك، فالتسمية راجعة إلى تكتم القوم في دعواهم وتعاليمهم. وكان من أسمائهم أيضاً اسم الحشاشين، وقد لقبوا به اخيراً، واطلق على طائفتهم التي عاشت أيام الصليبين. وسنذكر فيما بعد اثر ذلك المخدر عندهم، وكيف استغلوا فعله في قضاء مآربهم. وسموا كذلك بالفدائية لأنهم كانوا يجعلون انفسهم، وخاصة في عهدهم الأخير، فداء لرئيسهم ينفذون أوامره ولو أدى ذلك إلى التضحية بالنفس في سبيله. والمصادر الشرقية تطلق عليهم غالبا اسم الإسماعيلية والملاحدة والنزارية. وهذه الأسماء الكثيرة هي لطائفة واحدة تعددت باختلاف الملابسات والظروف. فهم إسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن جعفر، وهم فدائية لأنهم يضحون بأنفسهم فداء لرئيسهم، وهم ملاحدة لأنهم عند البعض ينكرون الإله، وهم قرامطة نسبة إلى قرمط وهكذا. . غير ان اسم الحشاشين هو الذي عرفوا به آخر أمرهم.

مذهب الإسماعيلية

كان للسريان الفضل في نشر الفلسفة اليونانية، وخاصة مذهب الأفلاطونية الحديثة في العراق وما حوله، وقد ترجموا الكتب من اليونانية إلى السريانية فانتشرت فيما بين النهرين، وكان من اشهر رجال الدين والأدب من السريان الذين عرفهم المسلمون برديصان أو ابن ديصان، وقد توفي سنة ٢٢٢م وله مذهب ديني يجمع بين اليونانية والنصرانية ينكر فيهبعث الأجسام ويقول إن جسد المسيح لم يكن جسما حقيقيا بل هو صورة شبهت للناس أرسلها الله تعالى. وله تعاليم أخرى بقيت بعد الإسلام. ومنها استمد الرافضة بعض أقوالهم. وقد انتسب إليه بعضهم كأبي شاكر الديصاني الذي بعث دعاته في بلاد الفرس والعرب والشام وجمع حوله اتباعا وأنصارا نسبوا أنفسهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسموا بالإسماعيلية وهم غلاة الرافضة. يقول ابن خلدون (افترق الرافضة فرقتين: الاثنا عشرية والإسماعيلية، تلك بعض تعاليمهم أول أمرهم وقد انقلبوا أخيرا إلى فرقة سياسية تعمل على هدم الخلافة العباسية، ولم يعد لهم (مذهب) بالمعنى الصحيح يدعون إليه، وكانوا في العراق يطلق عليهم اسم القرامطة حتى تولى زعامتهم الحسن بن الصباح فلقبوا بعده

<<  <  ج:
ص:  >  >>