للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالحشاشين، ونحن نجمل تاريخهم قبل زعامته التي بدأت عام ٤٨٣ هـ وانتهت عام ٥١٨ هـ.

بدء القرامطة:

كان لبدء ظهورهم في البحرين على يد رجل يعرف بيحيى بن المهدي نزل في قطيف على رجل يدعى علي بن المعلي بن حمدان مولى الزيادين، وكان يغالي في التشيع، فاظهر له يحيى انه رسول المهدي، وكان ذلك سنة ٢٨١ هـ؛ وذكر انه خرج إلى شيعته يدعوهم إلى أمره وان ظهور المهدي قريب، فأرسل علي بن المعلي إلى شيعته من أهل القطيف فأقرأهم كتاب يحيى الذي زعم انه من المهدي فأجابوه، وكان فيمن أجابه أبو سعيد الجنابي الذي تولى الزعامة فيما بعد وخلفه فيها ابن الصباح، وظل يحيى يغيب عنهم ثم يعود إليهم، وفي كل مرة يطلب منهم المال زاعما انه يذهب به إلى المهدي. وفي عام ٢٨٩ ظهر بالشام رجل قرمطي اسمه ذكرويه بن نهرويه يدعو إلى مذهب القرامطة، ولقبه اتباعه بالشيخ، وزعم انه من أحفاد إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، واستفحل أمره فسير إليه المعتضد جندا ظفروا باتباعه واسروا رئيسهم أبا الفوارس. وهنا نذكر ما دار بين أبي الفوارس والمعتضد حين جاءوا إليه به لنتبين شدة القوم وجرأتهم على خلفاء العباسيين، يقول ابن الأثير (فأحضره (المعتضد) بين يديه وقال له اخبرني، هل تزعمون إن روح الله وأرواح الأنبياء تحل في أجسادكم فتعصمكم من الزلل وتوفقكم لصالح العمل؟ فقال له يا هذا إن حلت روح الله فينا فما يضرك، وان حلت روح إبليس فما ينفعك، فلا تسأل عما لا ينفعك وسل عما يخصك، فقال له وما تقول فيما يخصني؟ قال أقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبوكم العباس حي، فهل طلب بالخلافة أم هل بايعه أحد من الصحابة على ذلك؟ ثم مات أبو بكر فأستخلف عمر وهو يرى موضع العباس ولم يوص له، ثم مات عمر وجعلها شورى في ستة انفس ولم يوص له ولا ادخله فيهم، فماذا تستحقون الخلافة وقد اتفق الصحابة على دفع جدك عنها. فأمر به المعتضد فعذب وخلعت عظامه ثم قطعت يداه ورجلاه) فهذا الكلام وتلك اللهجة التي يخاطب بها أحد زعماء القرامطة خليفة المسلمين تدل دلالة واضحة على استبسال القوم وجرأتهم في الإفصاح عن آرائهم ومذهبهم، وقد ظل القرامطة بعد المعتضد في حروب مع

<<  <  ج:
ص:  >  >>