العمارة والخط والتهذيب والتصوير والتجليد والسجاد والخزف والمنسوجات والتحف المعدنية والزجاج والخشب في كل من الطرز السالفة الذكر؛ وخرج من ذلك إلى الكلام عن العناصر الزخرفية الإيرانية في العصر الإسلامي، وتأثير الفن الإيراني الإسلامي على الفنون الأخرى، واختتم ذلك بذكر بعض ميزات الفن الإيراني. وألحق بكتابه بابًا ذكر فيه المراجع، وتلاه بكشاف عام، وفهرس للوحات، ثم أورد اللوحات وخريطة لإيران
وقد كانت إيران كما يقول المؤلف في كلامه عن مقام إيران في تأريخ الفنون (ص١١): (ملتقى الفنون القديمة في الشرق الأدنى، ونمت فيها أساليب فنية، تأثرت بفنون بابل وأشور ومصر والهند وبلاد اليونان، وانتشرت في العصور القديمة والعصور الوسطى، وأثرت في فنون الأمم الأخرى)
وكان لفتح الإسكندر الأكبر لإيران، ولأمراء الإغريق الذين آلت إليهم إمبراطورية الإسكندر، أثر كبير في نشر الثقافة الإغريقية في الشرق الأدنى. ثم استولت دولة بني ساسان على مقاليد الحكم في إيران منذ سنة ٢٢٤ ميلادية، وقضى ملوكها السنين الطويلة في حروب ومناوشات مع الدولة البيزنطية في الغرب إلى أن جاء الفتح الإسلامي ووضع حدا لذلك
ويقول المؤلف (ص١٢): (ولم تكن تلك الحروب الطويلة في العصر الساساني تمنع الشعب من العناية بالفنون الجميلة بل كانت من أهم عوامل الاتصال بين الشعبين العظيمين في ذلك الحين: الإيرانيون (كذا) والإغريق، فزاد التبادل الفني رغم أنف الفريقين، وتسرب إلى فنون بيزنطة كثير من الموضوعات الزخرفية الإيرانية، ولم تلبث هذه الموضوعات أن اندمجت في الفنون البيزنطية اندماجاً تاماً. ثم نقلتها أقاليم البحر الأبيض المتوسط التي كانت تابعة لبيزنطة في ذلك الحين. ويبدو ذلك واضحا في زخارف كثير من المنسوجات التي عثر عليها المنقبون عن الآثار في مصر العليا، كما يظهر أيضا في كثير من الزخارف التي استخدمت في العصر القبطي، ولا سيما الرسوم المحفورة في الحجر والخشب)
ولكن المؤلف لم يذكر في هذا الفصل شيئا عن مدى هذا (التبادل الفني) بين دولة بني ساسان من جهة وبيزنطة ومصر من جهة أخرى، ولا عن نوع هذه (الأساليب الفنية) و