(الموضوعات الزخرفية الإيرانية)، بل لم يذكر شيئا عن ذلك في أبواب كتابه الأخرى إلا ما كتبه في بابي المنسوجات والتحف المعدنية عن بعض أنواع الزخارف وأشكال التحف الفنية. وقد كنا نود أن نعرف مبلغ هذا التبادل في الأساليب الفنية ومقدار تأثيرها في الفن الإسلامي، إذ أن الإسلام أخذ الشيء الكثير من هذه الأساليب مجتمعة أو متفرقة عن حضارات البلاد التي كانت قائمة قبيل الفتوح الإسلامية، ألا وهي إيران وبيزنطة ومصر، وكون لنفسه منها فنا ذا شخصية خاصة به
أما عن تقسيم الطرز الإيرانية في الفن الإسلامي إلى أربعة طرز مبتدئاً بالطراز العباسي فالسلجوقي فالإيراني المغولي أو التتري ثم الطراز الصفوي، فأن المؤلف لم يذكر لنا الأسباب التي جعلته يفضل هذا التقسيم. وإني لا أتفق مع المؤلف فيما يخص بالطراز العباسي، إذ أن هذه التسمية لا تطابق التقاليد الفنية التي ورثتها إيران عن الساسانيين، لأن حالة سائر الفنون الإيرانية فيما قبل العصر السلجوقي ظلت - كما قال المؤلف في ص٢١٤ - (مدة طويلة لا تعرف من التجديد ما يخرجها تماما من دائرة الأساليب الفنية الساسانية). ففي العمارة (ص٤٤)(تطورت الأساليب الساسانية تطورا بطيئا)، وفي التصوير (ص٨٤) أولى مدارس التصوير هي مدرسة العراق أو المدرسة السلجوقية، وفي السجاد (ص١٤٨): (أن أقدم السجاجيد الإيرانية المعروفة ترجع إلى العصر السلجوقي) وفي الخزف (ص١٦١)(كانت صناعة الخزف من أهم الميادين التي حاز فيها الإيرانيين المكانة الأولى بين الأمم الإسلامية)، وإذا استثنينا الخزف ذا البريق المعدني الذي اختلف مؤرخو الفن في موطن صناعته - إيران أو مصر أو العراق - فإن أنواع الخزف الأخرى حافظت كلها على الأساليب الفنية الإيرانية، وفي المنسوجات (ص٢١٤): (إن صناعة النسيج في إيران ظلت في القرون الأولى بعد الإسلام متأثرة بالطراز الساساني)، وفي التحف المعدنية (ص٢٣٨)(أن ما صنع منها في العصر الإسلامي ظل محتفظا بالأساليب الفنية الساسانية إلى حد كبير)
ومن العبارات السابقة المنقولة من كتاب المؤلف نجد أن الأستاذ زكي محمد حسين نفسه يعترف باستمرار أثر الفن الساساني في إيران في القرون الأولى من العصر الإسلامي
وإذا استعرضنا تاريخ إيران في العصر الإسلامي نجد أنها ظلت تحت الحكم المباشر للدولة