العباسية في بغداد إلى سنة ٢٠٥هـ (٨٢٠م) أي سبعين سنة فقط. فقد قامت في إيران بعد ذلك عدة دول كان بعض أمرائها يدعون أنهم من نسل الساسانيين، وكانوا يشجعون الشعراء والفنانين على إحياء التقاليد الفنية الساسانية وقرض الشعر باللغة الفارسية، فظهر بينهم (رودكي) عميد شعراء الفرس، وكتب الفردوسي ملحمته (الشاهنامة) وهذه الدول هي: الطاهرية والصفارية والسامانية ودولة بني بويه
ويقول المؤلف (ص١٧): أن الطراز العباسي في إيران يمتاز في الفنون التطبيقية أو الفرعية باستخدام الموضوعات الزخرفية الساسانية مع تهذيب بسيط يجردها في بعض الأحيان من العنف والقوة
وهذا يقارب في مجمله - وإن كان يتناقض في الموضوع - مع ما قاله الأستاذ بوب من أن الطرز الإيرانية أيام حكم الخلفاء العباسيين، استمرت تظهر في صفات الحماسة والبطولة الساسانية، فكل شيء كان بسيطاً وجريئاً وقوياً. . . وفي جهات معينة من إيران تحكم خلق البساطة والقوة هذا في الفنون خمسة قرون أخرى بعد الفتح الإسلامي
وإذا بحثنا في إيران عن تأثير الطراز الإسلامي - أو بعبارة أخرى طراز سامرا (٨٣٨ - ٨٨٣م)، وهو أول الطرز الإسلامية الحقة - نجد أن هذا الطراز الجديد في الإسلام يظهر في إيران بعد هجر سامرا بمدة طويلة، أي في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وذلك في جامع نايين، وقد قال الأستاذ بوب في ذلك:
(حوالي سنة ١٠٠٠ للميلاد نجد الطراز الجديد مجسماً تجسيماً بديعاً في الزخارف الجصية في نايين، وأخذت هوامش نسخ القرآن الشريف تغنى بالرسوم الدقيقة؛ وفي هذا الوقت بدأت تختفي التقاليد الساسانية في الحيوانات الخرافية، ولكن قوة الفن الساساني لم تنهك بعد، بل استمرت في التعبير عن نفسها في الأشكال القوية النبيلة من الأواني النحاسية التي كانت تنادي بما ورثته من شعب الأبطال الساساني بالرغم من التكفيت (التطعيم في النحاس) الذي كانت غنية به، ولا تزال الموضوعات والزخارف الساسانية ترسم إلى يومنا هذا)
ومما تقدم يتبين أن اصطلاح (الطراز العباسي) لا يمكن إطلاقه على الفن الإيراني فيما بين الفتح الإسلامي لإيران والعصر السلجوقي، وكذلك لا يمكن إطلاق اصطلاح (عصر