للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الانتقال) على هذه الفترة لأن التأثيرات الساسانية الفنية - كما رأينا - استمرت حتى بعد ذلك العصر. وإني اقترح لهذه الفترة استعمال (العصر الإسلامي الأول) وهو نفس التعبير الذي يستعمله مؤرخو الفنون الإسلامية الذين اشتركوا في كتابة كتاب عند تقسيم كلامهم في الموضوعات المختلفة عن الفن الإيراني في العصر الإسلامي

وإذا رجعنا إلى كلام المؤلف نجد أنه لم يستعمل اصطلاح (الطراز العباسي) في كتابه إلا في موضعين اثنين: أحدهما (ص١٧) عند تقسيم الطرز الإيرانية، والثاني (ص٢٩٠) حين تكلم عن (أثر إيران في الطراز الإسلامي العباسي). أما في باقي أبواب كتابه فلم يحافظ على هذه التسمية، بل استعمل اصطلاح (فجر الإسلام) متأثرا في ذلك - كما يبدو لي - بطريقة

وفي كلام المؤلف عن الطراز السلجوقي قال في (ص٢٤) (أجل، وفق الخزفيون بمدينة الري في القرن السادس (منتصف القرن الثاني عشر الميلادي) إلى صناعة الخزف ذي البريق المعدني ويسمونه مينائي)

وأظن أن هذا غير ما يقصده المؤلف، لأن الخزف ذا البريق المعدني نوع أخر يختلف عن الخزف المسمى مينائي كما ذكر ذلك فيما بعد (ص١٦٨، ١٨٩). وأظن كذلك أن المؤلف يقصد هنا النوع الثاني فقط، لأن الخزف ذا البريق المعدني معروف منذ القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) (ص١٧٢)، ولأن نسبته إلى إيران لا تزال موضع خلاف بين مؤرخي الفنون (ص١٦٩)، وفضلا عن ذلك يقول الأستاذ بوب إن نوع الخزف في البريق المعدني في مدينة الري (أخذ في الانحطاط المستمر منذ أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وبما يرجع ذلك لسببين: ازدياد ضغط مزاحمة الخزف ذي البريق المعدني المصنوع في مدينة قاشان، وارتقاء صناعة جديدة في نوع معين من الزخارف على الخزف، قدر لها أن ترفع الفن إلى منتهى درجات الكمال) إلا وهي صناعة الخزف المسمى (مينائي)

والآن إذا حذفنا كلمات (الخزف ذي البريق المعدني) من جملة الدكتور زكي السالفة الذكر، فأن العبارة التي تتلوها في كتابه لا تتناسب تماما في معناها مع وصف الخزف من نوع (مينائي)

<<  <  ج:
ص:  >  >>