فصبراً في مجال الموت صبراً ... فما نيل الخلود بمستطاع
ولا ثوب البقاء بثوب عز ... فيطوى عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كل حي ... فداعيه لأهل الأرض داعي
ومن لا يعتبط يسأم ويهرم ... وتسلمه المنون إلى انقطاع
وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عد من سقط المتاع
قال ابن خلكان: هذه الأبيات تشجع أجبن خلق الله، وما أعرف في هذا الباب مثلها، وما صدرت إلا عن نفس أبية، وشهامة عربية!
ومن قول قطري:
ألا أيها الباغي البراز تقرين ... أساقك بالموت الذعاف المقشَّبا
فما في تساقي الموت في الحرب سبة ... على شاربيه فاسقني منه واشربا
٣٨ - (ص ١٩٠)
أو أبلق ملأ العيون إذا بدا ... من كل لون معجب - بنَموذج
قلت: البيت للبحتري في قصيدة في الخيل: والرواية في الديوان وشفاء الغليل والتاج هي: أو أبلق (يلقي) العيون. . . ويلقى في هذا المقام أدق من (ملأ) وأكثر بحترية. . .
٣٩ - (ص ١٨٧)
إمليسة إمليدة لو علقت ... في صهوتيه العين لم تتعلق
وجاء في الشرح: إمليسة إمليدة: أملس أملد، أي لين ناعم. والذي وجدناه في كتب اللغة أن الأمليسة: الصحراء التي لا شئ فيها من نبات ونحوه، فاستعاره الشاعر هنا للفرس
قلت: روى البيت في العقد في قصيدة لحبيب يصف فرساً. وأغلب الظن أن القول هو أمليسه أمليده. والهاء في اللفظتين ضمير يعود إلى (الأديم) في بيت جاء في الديوان المطبوع بعد هذا البيت:
صافى الأديم كأنما ألبسته ... من سندس برداً ومن إستبرق
والأمليد والأملود الناعم، وإمليس أفعيل من الملامسة، النعومة
٤٠ - (ص ١٧٧) وقيل لرجل جبان في بعض الوقائع: تقدم. فأنشأ يقول:
وقالوا تقدم قلت لست بفاعل ... أخاف على فخارتي أن تَحطَّما