الشعوب الإسلامية اكتراثاً بتحريم التصوير في الإسلام إنما هي الشعوب غير السامية الأصل وبنى على ذلك قوله في ص ٧٩
رابعاً - إن الإيرانيين قوم من الجنس الآري، ولم يكونوا كالساميين يحسون شعوراً نفسانياً ببعدهم عن التصوير
ولكن نسبة العرب إلى الجنس السامي لا تزال موضع دراسة عند علماء الأجناس. والمسألة هنا مسألة أحاديث نسبت إلى النبي (ص) ويهم المسلمين جميعاً - سواء منهم العرب أو الإيرانيون والشيعة أو النسييون - أن يعرفوا مبلغ صحة نسبتها إليه. وهل تربت كراهية التصوير في الإسلام على هذه الأحاديث أو على عوامل أخرى دخيلة على الإسلام. وإذا تكلمنا عن نسبة العرب إلى الجنس السامي، وجب علينا أن نبحث فيما إذا كان مسيحيو الشرق الأدنى من الجنس السامي أو الآري، وهم كما نعلم من العرب أيضاً، وقد أخذت عنهم مدرسة العراق أو المدرسة السلجوقية (الأسلوب الفني) في التصوير، وكما يعترف المؤلف في ص ٨٤ أن هذه المدرسة (كانت عربية أكثر منها إيرانية، فالأشخاص فيها عليهم مسحة سامية ظاهرة، والأسلوب الفني مأخوذ - إلى حد كبير - عن الصور في مخطوطات المسيحيين من أتباع الكنيسة الشرقية)
وفي ص ٨٠ أورد المؤلف حاشية طويلة عن تصوير مخطوطات كتاب كليلة ودمنة، وكذلك بعض العبارات التي قالها ابن المقفع الذي ترجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية، عن فوائد الكتاب تستنتج منها أن التصوير يمكن إرجاعه إلى عصور مبكرة في الإسلام. ولكن المؤلف لم يذكر المرجع الذي أخذ عنه هذه الحاشية. وبالنسبة لما لهذه الحاشية من الأهمية الخاصة في تاريخ التصوير، أقول إنني قد عثرت على حاشية مماثلة لحاشية المؤلف كتبها الأستاذ بوب يعلق بها على ما جاء في كلام الأستاذ كينل عن مخطوط كليلة ودمنة
وقال المؤلف أيضاً في ص ٨٠ (ونحن نذهب إلى أن المسؤول عن طبيعة التصوير الإيراني هي البيئة التي يعيش فيها الفنانون، والأساليب الفنية التي ورثوها عن أسلافهم من سكان الهضبة الإيرانية وبلاد العراق والجزيرة والشرق الأدنى عامة، فإن هؤلاء لم يكن لديهم، من الحفلات والألعاب الرياضية والمناظر الطبيعية والعناية بالتربية البدنية وتقوية الأجسام، ما يمكن أن يدفعهم - كالإغريق مثلاً - إلى دراسة الجسم الإنساني دراسة