متقنة والعمل على تصويره أو صناعة التماثيل له بدقة يراعى فيها صدق تمثيل الطبيعة)
ولكن المؤلف يقول في ص ١٨٦:(وقد استعمل الخزفيون في الري عدداً وافراً من الزخارف الهندسية والنباتية، ورسموا معظم الحيوانات التي عرفوها في ذلك الوقت، ولاسيما الأرنب وكلب الصيد، كما اتخذوا بعض الزخارف من مناظر الرقص والطرب والموسيقى والصيد، ولعب الصوالجة (البولو) والحفلات الرسمية، بل لقد رسم أحدهم صورة طبيب يقصد سيدة أنيقة)
وعلاقة خزف مدينة الري بالتصوير يقول عنها المؤلف ص ٨٥:(ولعل أكبر دليل على العلاقة الوثيقة بين هذه الصور السلجوقية وإيران أن رسومها تشبه الرسوم الموجودة على الخزف الإيراني المعروف باسم (مينائي) والذي كانت مدينة الري أعظم مراكز صناعته)
ومن عبارة المؤلف عن الخزف نرى أنه كانت لديهم من الحفلات والألعاب ما يمكن أن يدفعهم إلى مراعاة الدقة في صدق تمثيل الطبيعة. ولكني أظن أن السبب في ذلك هو كما قال الأستاذ لورنس بنيون:(إن الروح التي تسود التصوير الإيراني هي روح الخيال، فالإيرانيون يحبون ما هو عجيب ومدهش. والخيال بالنسبة لنا (للأوربيين) هو الهروب من عالم الحقيقة إلى عالم العجائب. أما بالنسبة لهم (للإيرانيين) فهو نسيم الحياة)
ويستشهد المؤلف في ص ١٢٩ بمثال ضربه الأستاذ لورنس بنيون ولكنه لم يذكر المرجع. وإني أظن أنه هذا المثال من مقال الأستاذ بنيون في
وفي ص ١٣٠ يقول المؤلف (أجل، إن تصوير المناظر الطبيعية لم يكن عندهم فرعاً مستقلاً من فروع التصوير، ولم تكن له المكانة التي وصل إليها عند الغربيين والصينيين، ولكنهم عرفوه. ولم ينصرفوا عنه لعجز، وإنما لأنه لم يوافق طبيعتهم الفنية. واعتقادهم أن الإنسان هو المحور الذي تدور حوله هذه الحياة. فالفنان الإيراني يأخذ من الطبيعة ما يريد، ولكنه لا يتقيد بها.
وقد جاءت هذه العبارة شديدة الاقتضاب بحيث يمكن أن يفهم منها عكس ما يريد المؤلف قوله، وإني أورد فيما يلي عبارة مماثلة من مقال الأستاذ لورنس بنيون لشرح ذلك: (لا تختلف التقاليد الصينية واليابانية في التصوير اختلافاً جوهرياً عن تقاليد الفنانين الإيرانيين فيما يختص بالصور المخصصة لرسم الأشخاص أو الصور التي يرى عليها أشخاص في