الله، وانهم كانوا يئدونهن كرهاً لهن لأنهن غير مخلوقات لآلهتهم. وليت شعري بعد هذا من أين أخذ الأستاذ وافي أن العرب الذين كانوا يئدون البنات كانوا يعتقدون في الله تعالى ذلك الاعتقاد، وينظرون إليه كما ننظر إلى الشيطان، وهم الذين قال الله في حقهم من سورة الزخرف أولاً (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العظيم) الآية - ٩ - ثم ذكر بعد ذلك الآيات السابقة في نسبتهم البنات من الملائكة إليه تعالى
والحق عندي أن وأد البنات كان بعضه للفقر من الفقراء، وكان بعضه لخوف الفقر من الأغنياء، وكان بعضه لخوف العار والسبي، ولا مانع من أن يكون بعضه لعقيدة دينية غير التي يذكرها الأستاذ وافي، فقد كان الرجل يحلف في الجاهلية لئن ولد له كذا غلاماً لينحرن أحدهم كما حلف عبد المطلب بن هاشم
عبد المتعال الصعيدي
حول سقط وكبا
جاء في مقال الأب الفاضل أنستاس ماري الكرملي المنشور بعدد الرسالة ٤٠٢ تحت (كلمة حق) يستنكر فيه تعبير الأستاذ إسماعيل مظهر لكلمة (سقط وكبا)؛ ويقول في هامش صفحة ٣٢٠ هذه العبارة:(كذا بتقديم السقوط على الكبو لا يعرفه إلا سكان جزيرة الوقواق)
فهذا التعبير، وقد أجازته لغة القرآن في كثير من آيها، والواو فيه للجمع المطلق، ولا تقتضي الترتيب بدليل قوله تعالى حكاية عن منكري البعث (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا)، وإنما يريد نحيا ونموت، وفي آية ثانية (فكيف كان عذابي ونذر)، والنذارة قبل العذاب بدليل قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)؛ وفي آية ثالثة (إني متوفيك ورافعك إلى)، فإن وفاته عليه السلام لا تقع إلا بعد الرفع