للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يساعد على ازدهار الفكر، وقد تتخلله حروب أو لا تتخلله، وهذا الأمان النسبي هو كالذي كان في عهد الأسرة الرابعة والثانية عشرة والثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكالذي كان في العهد الأوجستي في تاريخ روما، وعهد أسرة تيودور والملكة إليصابات في إنجلترا، وعهد لويس الرابع عشر في فرنسا، وعهد هارون الرشيد في الدولة العباسية، وعهد بركليس في الدولة الأثينية، وعهد عبد الرحمن الثالث في الأندلس، وعهد الديمقراطيات والنظم الحديثة بعد الثورة الفرنسية وبعد حروب نابليون. ومن الأمان أن يكون معه الخمود والركود وقهر الفكر والفقر وهذا لا يعين على ازدهار الفكر. فنرى أن موضوع المناظرة الأولى لم يحدد معنى الفوضى والأمان ونوعهما. وإغفاله هذا التحديد لم يكن داعياً إلى تمحيص الحقيقة وإن كان داعياً إلى الفكر. ثم أن موضوع تلك المحاضرة قصر عوامل ازدهار الفكر أو ركوده على الفوضى والأمان ولم ينظر إلى العوامل الأخرى مثل التجارة وأنواعها، وطرق المواصلات وأثرها، والصنائع وأنواعها، مثل مصالح الحكومة، ومثل مقدار الثروة والتعليم الخ. وإذا نظرنا إلى المناظرة الثانية وجدنا أيضاً أن معنى تمام النضوج لم يحدد، ولم يحدد معنى التراث كما اتضح من أقوال الأستاذين الكبيرين اللذين تكلما في المناظرة. ولكنهما كانا متفقين في لباب الحقيقة وإن اختلفا في الظاهر.

إسماعيل فهمي

ليبيا وبرقة

تكتب الصحف فيما تنشره من أخبار عن طرابلس الغرب كلمتي: ليبيا - برقة. والكثير لا يعرف مدلولهما الصحيح ويذهب به الظن إلى أن ليبيا يسمى بها طرابلس الغرب، فلا ظهار الصواب نورد ما ذكره ابن خلدون في تاريخه. قال المؤرخ عن ليبيا: (وهي اسم قبيلة من البربر دخلت تلك الصحراء وعمرتها وهي لا تزال آثارها باقية، وهي تعرف الآن بالتوارق). وعن برقة: (أطلق العرب هذا الاسم على ولاية رومانية كانت تعرف عند قدماء اليونان بالقيروان نسبة إلى قوربنة إحدى مدنها وهي غير مدينة القيروان التي مصرها العرب في أفريقيا بعد الفتح. وقد كان الجزء الشمالي منها يعرف عند اليونان

<<  <  ج:
ص:  >  >>