الذي توهم أن الأستاذ فكري أباظه رجل يحترم حرية الرأي؛ فرددت عليه بمقال أعلنت فيه أن (الفقر مرض، ولكل مرض أسباب)، فعاد فقرر أن الرسائل التي وردت في الرد علي بلغت الألف عداً. ثم وجه إلي كلمات لا يليق صدورها عن زميل كنت أراه غاية الغايات في رعاية أقدار الزملاء
واليوم، ماذا أريد أن أصنع؟؟
أريد أن أحرر الأستاذ فكري أباظة من الاستعباد للرسائل التي تعد بالمئات أو بالألوف، فقد يخاف على (المصور) من غضبات القراء، وأنا أحب أن تدوم عليه وعلى مجلة (المصور) نعمة العافية، فهو صديقي وهي صديق، وإن لقيت منه ومنها ما لقيت!!
أريد أن أختبر قدرة الأستاذ فكري أباظة على الأبحاث التي تحتاج إلى تعمق واستقصاء؛ فقد رأيته ينتقل تنقل الطير من فنن إلى أفنان، ورأيته لا يصبر على (الطعام الواحد) غير أوقات تعد بالآحاد، وهو يدرك مرد هذه الإشارة في الأدب والتاريخ
أما الأستاذ توفيق الحكيم فقد خرج بالصمت عن لا ونعم، ولكني سأعرف كيف أسوقه برفق أو بعنف إلى شرح مذهبه في الإصلاح الاجتماعي، إن كان في اعتناق ذلك المذهب من المؤمنين؛ فأنا أخشى عليه عواقب التودد إلى القراء بأساليب يغلب عليها الترفق المصنوع
وأنا لا أخاف على (الرسالة) كما خاف الأستاذ فكري أباظة على (المصور)، فالقراء لن ينصرفوا أبداً عن مجلة تواجههم بالصدق في تشريح الآراء والأهواء. ولو كنت أعرف أن مجلة المصور ستخذلني لطويت عنها رأيي، وتركتها تتودد إلى القراء، كما تشاء!
أخذ الأستاذ فكري أباظة يبدئ ويعيد في التوجع لمصاير الصناع والعمال والفلاحين، كأنه يتوهم أن التوجع شفاء من كل داء!
نحن لا نريد أن نقيم الملاطم والمناحات على ما صرنا إليه، وإنما نريد أن ندرس جميع الظواهر الاجتماعية بصدق وإخلاص، وإن غضب علينا بعض من لا يفقهون
فهل يخرج الأستاذ فكري أباظة على مذهبه المألوف في تقييد الخواطر اليومية ليلقاني على صفحات الرسالة وقد استعد لنضال شريف سيعود على المجتمع بالنفع الجزيل؟
لقد نهاني الناصحون عن هذا الموضوع الشائك، وقالوا إن في مصر تياراً من الحقد على الأغنياء، وإن من العقل أن أساير ذلك التيار، كما يصنع الأستاذ فكري أباظة والأستاذ